مسند عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه 560

مسند احمد

مسند عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه 560

 حدثنا إبراهيم بن خالد، حدثنا رباح، عن معمر، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن عبد الله بن مسعود، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «يتخلفون عن الجمعة لقد هممت أن آمر فتياني، فيحزموا حطبا، ثم آمر رجلا [ص:325] يؤم بالناس، فأحرق على قوم بيوتهم، لا يشهدون الجمعة»

المُحافَظة على الصَّلواتِ أَمْرٌ شرعيٌّ واجبٌ على كلِّ مسلم، وقد أَمَر اللهُ وأوْصَى بالمُحافَظةِ عليها وعلى الجُمُعة والجَماعة، وصلاة الجُمعة صلاةٌ أسبوعيَّة، ولا يتركها أحدٌ من غير عُذْر إلَّا مَن كان في قَلْبه شيءٌ من نِفاق

وهذا الحديثُ يُوضِّحُ أهميَّةَ صلاة الجُمُعة، وخطورةَ تَرْكِها عمدًا بلا عُذْر؛ فإنَّ النَّبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم "قال لقوم يَتخلَّفون عن الجُمُعةِ"، أي: قال في شأنِ أُناسٍ لا يُصلُّون صلاةَ الجُمعةِ: "لقد هَمَمتُ أنْ آمُرَ رَجلاً يُصلِّي بالنَّاس، ثم أُحرِّق على رِجالٍ يَتخلَّفون عن الجُمُعةِ، بُيُوتَهم"، أي: هممتُ أنْ أَستخلِفَ على إمامةِ الصَّلاة رجلاً غيري من المسلمين، ثمَّ أذهبَ إلى بُيوت مَن يتركون صلاةَ الجُمعِ بلا عُذْر، فأُحرِّقَها عليهم وهُم فيها، وهذا يَدلُّ على خُطورة تَرْك صلاةِ الجُمُعة بلا عُذْر، لدَرجةِ أنَّ النَّبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم هَمَّ أنْ يترُكَ هو صلاةً واحدةً للجُمعة، ويَذهَب إلى مَن تعوَّد تَرْكَها بلا عُذْر ليُحرِّق عليه بيتَه، حتى يعودوا إلى صلاةِ الجُمعة ولا يَتركوها، ولكنَّه لم يَفعَل صلَّى الله عليه وسلَّم، ولكنَّ هَمَّه بالأمْر دليلٌ على وصولِ غَضَبِه منهم مُنتهاه، فليَحْذرْ تاركُ الجُمُعة من ذلك

وفي الحديثِ: الحثُّ على المُحافَظةِ على أداءِ صلاةِ الجُمعةِ

وفيه: بيانُ خُطورةِ تَرْكِ صلاةِ الجُمعةِ بلا عُذْر