مسند علي بن أبي طالب رضي الله عنه 204
حدثنا بهز، وعفان، قالا: حدثنا حماد بن سلمة، عن يعلى بن عطاء، قال: عفان، قال: أخبرنا يعلى بن عطاء، عن عبد الله بن يسار، عن عمرو بن حريث، أنه عاد حسنا، وعنده علي، فقال علي: أتعود حسنا وفي النفس ما فيها؟ قال: نعم، إنك لست برب قلبي فتصرفه حيث شئت، فقال: أما إن ذلك لا يمنعني أن أؤدي إليك النصيحة، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " ما من مسلم يعود مسلما إلا ابتعث الله له سبعين ألف ملك يصلون عليه أي ساعة من النهار كانت حتى يمسي، وأي ساعة من الليل كانت حتى يصبح " (3)a
حَرَص الإسلامُ على كلِّ ما يُقرِّبُ بينَ المُسلِمين، ومِن هذه الأفعالِ الَّتي مِن شأنِها أن تَنشُرَ المودَّةَ زيارةُ المريضِ.
وفي هذا الحَديثِ يخبرُ عليٌّ رضِيَ اللهُ عنه عن النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم أنَّه قال:
"ما مِن رجُلٍ"، أي: ما مِن رجلٍ مُسلِمٍ "يَعودُ مَريضًا"، أي: يَزورُه
"مُمسيًا"، أي: يَذهَبُ إليه في المساءِ،
"إلَّا خرَج معه"، أي: كان في مَعيَّتِه
"سَبْعونَ ألفَ ملَكٍ يَستغفِرونَ له حَتَّى يُصبِحَ"، أي: يَطلُبون مِنَ اللهِ المغفِرةَ له اللَّيلَ كلَّه،
"وكان له"، أي: مِنَ الثَّوابِ والأجرِ
"خَريفٌ في الجَنَّةِ"، والخَريفُ هو بُستانٌ فيه مِن ثِمارِ الجَنَّةِ، ثُمَّ قال عليٌّ رَضِي اللهُ عَنْه:
"ومَن أتَاه مُصبِحًا"، أي: زارَه في وقتِ الصَّباحِ،
"خرَج معه سَبعُون ألفَ ملَكٍ يَستغفِرون له حَتَّى يُمْسيَ"، أي: يَستغفِرون له حَتَّى يَدخُلَ عليه وقتُ المَساءِ، "وكان له" أيضًا مِن الثَّوابِ والفَضلِ
"خَريفٌ في الجنَّة"، أي: بُستانٌ في الجنَّةِ.
وفي الحَديثِ: بيانُ الفضلِ العظيم لزِيارةِ المريضِ.