مسند علي بن أبي طالب رضي الله عنه 265
حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا ابن جريج، حدثني ابن شهاب، عن علي بن حسين بن علي، عن أبيه حسين بن علي، عن علي بن أبي طالب، قال (1) : قال علي: " أصبت شارفا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في المغنم يوم بدر، وأعطاني رسول الله صلى الله عليه وسلم شارفا أخرى "، فأنختهما يوما عند باب رجل من الأنصار، وأنا أريد أن أحمل عليهما إذخرا لأبيعه، ومعي صائغ من بني قينقاع، لأستعين به على وليمة فاطمة، وحمزة بن عبد المطلب، يشرب في ذلك البيت، فثار إليهما حمزة بالسيف، فجب أسنمتهما وبقر خواصرهما، ثم أخذ من أكبادهما - قلت لابن شهاب: ومن السنام؟ قال: جب أسنمتهما - فذهب بها قال: فنظرت إلى منظر أفظعني، فأتيت نبي الله صلى الله عليه وسلم وعنده زيد بن حارثة، فأخبرته الخبر، فخرج ومعه زيد، فانطلق معه فدخل على حمزة فتغيظ عليه، فرفع (2) حمزة بصره، فقال: هل أنتم إلا عبيد لأبي، فرجع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقهقر حتى خرج عنهم وذلك قبل تحريم الخمر
قَوْلُهُ "شَارِفًا " : بِشِينٍ مُعْجَمَةٍ - وَفَاءٍ ; أَيْ : نَاقَةٌ مُسِنَّةٌ .
شَارِفًا أُخْرَى " : أَيْ : مِنَ الْخُمُسِ .
"أَنْ أَحْمِلَ " - بِالتَّخْفِيفِ - ، وَضُبِطَ فِي بَعْضِ النُّسَخِ - بِالتَّشْدِيدِ - مِنَ التَّحْمِيلِ ، وَلَا يَظْهَرُ وَجْهُهُ .
"إِذْخِرًا " : - بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ وَذَالٍ مُعْجَمَةٍ - مَعْرُوفٌ .
"قَيْنُقَاعَ " : - بِفَتْحِ الْقَافِ وَضَمِّ النُّونِ ، وَقَدْ تُفْتَحُ وَتُكْسَرُ ، يَجُوزُ صَرْفُهُ وَتَرْكُهُ - : قَبِيلَةٌ مِنَ الْيَهُودِ .
"يَشْرَبُ " : أَيِ : الْخَمْرَ حِينَ كَانَ حَلَالًا .
"فِي ذَلِكَ الْبَيْتِ " : أَيْ : فِي بَيْتِ الْأَنْصَارِيِّ .
"فَثَارَ " : أَيْ : قَامَ .
"إِلَيْهِمَا " : أَيْ : إِلَى الشَّارِفَيْنِ .
"فَجَبَّ " : - بِتَشْدِيدِ الْبَاءِ - ; أَيْ : قَطَعَ .
"وَبَقَرَ " : أَيْ : شَقَّ .
"إِلَى مَنْظَرٍ " : - بِفَتْحِ الْمِيمِ وَالظَّاءِ الْمُعْجَمَةِ - .
"أَفْظَعَنِي " جَاءَ أَنَّهُ بَكَى ، قِيلَ : خَوْفًا مِنْ تَقْصِيرِهِ فِي حَقِّ فَاطِمَةَ - رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهَا - ، أَوْ نَحْوَ ذَلِكَ ، لَا لِمُجَرَّدِ فَوَاتِ النَّاقَتَيْنِ .
"فَتَغَيَّظَ " : أَيْ : تَشَدَّدَ فِي الْقَوْلِ عَلَيْهِ .
"فَقَالَ " : لِغَلَبَةِ السُّكْرِ فِي وَقْتٍ يُحَلِّلُ لَهُ فِيهِ ذَلِكَ ، فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ فِيمَا فَعَلَ أَوْ قَالَ .
"يُقَهْقِرُ " : قِيلَ : أَيْ : يُسْرِعُ ، وَالْمَشْهُورُ أَنَّهُ الرُّجُوعُ إِلَى وَرَاءَ ، مَعَ جَعْلِ الْوَجْهِ إِلَى مَا رَجَعْتَ عَنْهُ ، فَعَلَ ذَلِكَ خَوْفًا مِنْ أَنْ يَحْمِلَهُ السُّكْرُ عَلَى سُوءٍ ، فَأَرَادَ أَنْ يَكُونَ بِمَرْأَى مِنْهُ إِنْ وَقَعَ شَيْءٌ .