مسند علي بن أبي طالب رضي الله عنه 43
حدثنا أبو معاوية، حدثنا الأعمش، عن سعد بن عبيدة، عن أبي عبد الرحمن السلمي، عن علي، قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية، واستعمل عليهم رجلا من الأنصار، قال: فلما خرجوا، قال: وجد عليهم في شيء، قال: فقال لهم: أليس قد أمركم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تطيعوني؟ قال: قالوا: بلى. قال: فقال: اجمعوا حطبا، ثم دعا بنار فأضرمها فيه، ثم قال: عزمت عليكم: لتدخلنها. قال: فهم القوم أن يدخلوها، قال: فقال لهم شاب منهم: إنما فررتم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من النار، فلا تعجلوا حتى تلقوا النبي صلى الله عليه وسلم، فإن أمركم أن تدخلوها فادخلوها، قال: فرجعوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبروه، فقال لهم: " لو دخلتموها ما خرجتم منها أبدا، إنما الطاعة في المعروف " (1)
قَوْلُهُ: "وَجَدَ" أَيْ: غَضِبَ.
"فَأَضْرَمَهَا" : أَوْقَدَهَا.
"فَهَمَّ" : أَيْ: قَصَدَ.
"فَلَا تَعْجَلُوا" : مِنْ عَجِلَ; كَفَرِحَ.
"لَوْ دَخَلْتُمُوهَا" : يَدُلُّ عَلَى أَنَّ الِاجْتِهَادَ الظَّاهِرَ الْبُطْلَانِ لَا يَنْفَعُ صَاحِبَهُ، وَلَا يَكُونُ عُذْرًا لَهُ.
"فِي الْمَعْرُوفِ" : أَقَلُّهُ الْمُبَاحُ، فَلَا طَاعَةَ فِي غَيْرِهِ مِنَ الْمَكْرُوهِ، فَضْلًا عَنِ الْحَرَامِ.