‌‌مسند علي بن أبي طالب رضي الله عنه 62

‌‌مسند علي بن أبي طالب رضي الله عنه 62

حدثنا أبو أسامة، أخبرنا زائدة، حدثنا عطاء بن السائب، عن أبيه، عن علي، قال: " جهز رسول الله صلى الله عليه وسلم فاطمة في خميل، وقربة، ووسادة أدم حشوها ليف الإذخر " (1)

الزَّواجُ سُنَّةُ الأنبياءِ والمُرسَلينَ، وقد حَثَّ الشَّرعُ عليه؛ لِمَا فيه مِن إعفافٍ لِلفُروجِ، وإقامةٍ لِلبُيوتِ، وجَعَلَ هذه العَلاقةَ مَبنيَّةً على الوُدِّ والمَحبَّةِ والتَّراحُمِ، وليس على الجَشَعِ والإسرافِ، وإرهاقِ أطرافِ الزَّواجِ.


وفي هذا الحديثِ يَقولُ علِيُّ بنُ أبي طالِبٍ رَضيَ اللهُ عنه: "جَهَّزَ رَسولُ اللهِ فاطِمةَ"، فأعَدَّ لها لَوازِمَ زَواجِها، كفَرشٍ ولُبسٍ ونَحوِه، "في خَميلةٍ"، وهي ثَوبٌ مِن صُوفٍ له عَلَمٌ، يُمكِنُ أنْ يُلبَسَ أو يُفرَشَ على الأرضِ، " ووِسادةِ أدَمٍ حَشوُها لِيفٌ"، والوِسادةُ ما يَجلِسُ عليه الشَّخصُ، أو يَضَعُه تَحتَ رَأسِه؛ لِينامَ عليه، وقد كانت مِن جِلدِ حَيَوانٍ مَدبوغٍ، ومَحشُوَّةً بأليافِ النَّخيلِ.


وهذا مِن تَيسيرِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في تَجهيزِها وتَزويجِها لِعلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ رَضيَ اللهُ عنه؛ لِيُعلِّمَ الأُمَّةَ أنَّ التَّيسيرَ سُنَّتُه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وأنَّ دِينَ الرَّجُلِ والزَّوجِ هو المُقَدَّمُ على مَتاعِ الدُّنيا .