‌‌مسند عمر بن الخطاب رضي الله عنه 36

‌‌مسند عمر بن الخطاب رضي الله عنه 36

حدثنا موسى بن داود، حدثنا ابن لهيعة، عن أبي الزبير، عن جابر
أن عمر بن الخطاب، أخبره أنه رأى رجلا توضأ للصلاة، فترك موضع ظفر على ظهر قدمه، فأبصره النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: " ارجع فأحسن وضوءك ". فرجع فتوضأ ثم صلى (1)

كانَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَتتبَّعُ أصحابَه رَضيَ اللهُ عنهم في إتيانِهم بالعباداتِ مُتابَعةَ المُعلِّمِ لتِلميذِه؛ ليَرى مَدى تَطبيقِهم لتعاليمِه، ومَدى التِزامِهم بحُدودِها، وليُصوِّبَ لمَن أخطَأ منهم
وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ رَضيَ اللهُ عنه أنَّ رَجلًا انتهَى من وُضوئه،

فتَرَك قَدرَ ظُفُرٍ في قَدَمِه، أي: لم يُصِبه ماءُ الوُضوءِ،

وهذا كِنايةٌ على صِغَرِ حَجمِ الجُزءِ الذي لم يُصِبه الماءُ، فأبصَرَه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ،

فرأى مِنَ الرَّجلِ المَوضِعَ الَّذي لم يَأتِ عليه الماءُ،

فقالَ له مُشيرًا إلى مَوضِعِ التَّقصيرِ:

«ارْجِعْ فأحسِنْ وُضوءَك»، أي: أتِمَّه وأعطِ كلَّ عُضوٍ حقَّه مِنَ الماءِ،

فرَجَعَ الرَّجلُ فأتمَّ وُضوءَه -وقيلَ: إنَّه أعادَه- ثُمَّ صلَّى، بعدَما أقرَّ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ له بوُضوئِه.


وفي الحديثِ: استِجابةُ الصَّحابةِ وسُرعتُهم في تَنفيذِ أوامرِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.


وفيه: الحثُّ والأمرُ بإسباغِ الوُضوءِ، والتَّحذيرُ من تَركِ غَسلِ جُزءٍ ولو صغيرٍ من أعضاءِ الوُضوءِ.
وفيه: تَعليمُ الإمامِ والعالِمِ لِعَوامِّ النَّاسِ أُمورَ دينِهم، وتَصويبُه لهُم ما يُخطِئونَ فيه.