مسند عمر بن الخطاب رضي الله عنه 4
حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا ابن لهيعة، عن أبي النضر، عن أبي سلمة
عن ابن عمر أنه قال: رأيت سعد بن أبي وقاص يمسح على خفيه بالعراق حين يتوضأ، فأنكرت ذلك عليه، قال: فلما اجتمعنا عند عمر بن الخطاب، قال لي: سل أباك عما أنكرت علي من مسح الخفين، قال: فذكرت ذلك له، فقال: إذا حدثك سعد بشيء فلا ترد عليه، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يمسح على الخفين
المَسحُ على الخُفَّيْنِ ثابتٌ بالنُّصوصِ الصَّريحةِ الصَّحيحةِ، وقد رواهُ الجَمُّ الغفيرُ مِن الصَّحابةِ رِضوانُ اللهِ عليهم، فبلَغَ عدَدُ مَن رَواهُ منهم أكثرَ مِن ثمانينَ صحابيًّا،
منهم العَشَرةُ المُبشَّرونَ بالجَنَّةِ، ولا يُنكِرُه إلَّا مُبتدِعٌ، حتَّى صار المسحُ على الخُفَّينِ مِن الفُروعِ الفِقهيَّةِ المُميِّزةِ لأهلِ السُّنَّة والجماعةِ عن غَيرِهم مِن أهلِ الزَّيغِ والضَّلالِ،
وهذا الحديثُ مِن الأحاديثِ التي رُوِيَ فيها عن النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّه مسَحَ على الخُفَّينِ، والخُفُّ هُوَ: ما يُلبَسُ في الرِّجلِ مِن جِلدٍ رَقيقٍ، ويكونُ ساتِرًا للكَعْبينِ فأكثَرَ،
ورَاويهِ سَعدُ بنُ أبي وقَّاصٍ رَضيَ اللهُ عنه، وعندَما سأَلَ عبدُ اللهِ بنُ عُمرَ أباه عمَرَ بنَ الخطَّابِ رَضيَ اللهُ عنهما عن هذا الحديثِ،
قال له: إذا حدَّثَك سَعدٌ عنِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ شَيئًا،
فلا تَسألْ عنه غَيرَه؛ وهذا لوُثوقِهم بسَعدِ بنِ أبي وقَّاصٍ رَضيَ اللهُ عنهم أجمعينَ.
وفي الحديثِ: فضْلٌ ومَنقَبةٌ لسَعدِ بنِ أبي وقَّاصٍ رَضيَ اللهُ عنه.
وفيه: تَزكيةُ الصَّحابةِ بعضِهم بعضًا.