مكان الماشي من الجنازة
سنن النسائي
أخبرني أحمد بن بكار الحراني، قال: حدثنا بشر بن السري، عن سعيد الثقفي، عن عمه زياد بن جبير بن حية، عن أبيه، عن المغيرة بن شعبة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الراكب خلف الجنازة، والماشي حيث شاء منها، والطفل يصلى عليه»
في هذا الحَديثِ يُبيِّنُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم بعضَ آدابِ الجَنائزِ؛ مثلَ كيفيَّةِ اتِّباعِ الجِنازةِ، إذا حُمِلَ الميِّتُ في نعْشِه، فهناك مَن يتْبَعُه لدفْنِه ماشِيًا كان أو راكِبًا، وفي ذلك يبيِّنُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم كيف يَكونُ السَّيرُ مع الجِنازةِ في قولِه: "الرَّاكِبُ يَسيرُ خلْفَ الجِنازةِ"، أي: الَّذي يَركَبُ دابَّةً أو ما شابَه مُتَّبِعًا بها جِنازةً فيَمشِي وراءَها، "والماشِي"، أي: المترجِّلُ على قدمَيْه له أنْ "يمشِي خلْفَها"، أي: خلْفَ الجِنازةِ في حالِ اتِّباعِه لها، وله أنْ يمشِيَ أيضًا "أمامَها، وعن يمينِها، وعن يَسارِها"؛ كلُّ ذلك "قريبًا منها"، أي: مِن الجِنازةِ؛ وفي هذا إشارةٌ إلى أنَّ الرَّاكِبَ يُفسِحُ للجِنازةِ والمترجِّلين حولَها فهُمْ أَوْلى بالقُرْبِ منها
ثمَّ قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "والسِّقْطُ"، أي: المولودُ الَّذي لم يَكتَمِلْ وخرَج مِن بطْنِ أمِّهِ قبلَ تمامِ شُهورِه، "يُصلَّى علَيه"، أي: صلاةَ الميِّتِ، "ويُدعَى لِوالِدَيه"، أي: لِوالِدَيِ المولودِ الَّذي سقَطَ، "بالمغفِرةِ والرَّحْمةِ"، أي: يَدعو المسلمون لوالِدَيِ السِّقْطِ بأنْ يغفِرَ اللهُ لهما ذُنوبَهما، ويَرحَمَهما في الدُّنيا والآخرَةِ؛ وذلك تصبِيرًا ومُواسَاةً لهما في ابتِلائِهما