من أدرك ركعتين من العصر 2
سنن النسائي
أخبرنا محمد بن عبد الأعلى قال: حدثنا معتمر قال: سمعت معمرا، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من أدرك ركعة من صلاة العصر قبل أن تغيب الشمس، أو أدرك ركعة من الفجر قبل طلوع الشمس فقد أدرك»
في هذا الحَديثِ يُظهِرُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم جانِبًا مِن التَّيسيرِ على أمَّتِه، حيث يقولُ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "مَن أدرَك ركعةً مِن صَلاةِ العَصرِ قَبلَ أن تَغيبَ الشَّمسُ"، أي: مَن صلَّى العصرَ في آخِرِ وقتِها وأدرَك صَلاةَ ركعةٍ قبلَ الغروبِ، ثمَّ أتمَّ صَلاتَه بالثَّلاثةِ الرَّكعاتِ المتبقيَّاتِ وقد غَرَبَت فيها الشَّمسُ، فقد أدرَك صلاةَ العصرِ وصَلَّاها في وقتِها ولم يَخرُجْ بها عن الوقتِ
"أو أدرَك ركعةً مِن الفجرِ قبلَ طُلوعِ الشَّمسِ فقد أدرَك"، أي: مَن صلَّى ركعةً مِن صلاةِ الفجرِ قبلَ طُلوعِ الشَّمسِ ثمَّ أتَمَّ صلاتَه بركعتِه الثَّانيةِ وقد طَلَعَت الشَّمسُ، فقد أدرَك الصُّبحَ وصلَّاها في وقتِها، وهذا مِن رَحمةِ اللهِ بعِبادِه، ومِن التَّوسِعَةِ عليهم وعدَمِ تَضْييعِ الأعمالِ عليهم، وهذا للذي قد تَأخَّر به الوقتُ لعُذرٍ حتى كادَ يَخرُجُ بالصَّلاةِ عن وقتها، وإلَّا فالمسلمُ مأمورٌ بأداءِ الصَّلاةِ على وقتِها