من اقتص وأخذ حقه دون السلطان 3
سنن النسائي
أخبرنا محمد بن مصعب، قال: حدثنا محمد بن المبارك، قال: حدثنا عبد العزيز بن محمد، عن صفوان بن سليم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري: أنه كان يصلي، فإذا بابن لمروان يمر بين يديه فدرأه، فلم يرجع فضربه، فخرج الغلام يبكي حتى أتى مروان فأخبره، فقال مروان لأبي سعيد: لم ضربت ابن أخيك؟ قال: ما ضربته، إنما ضربت الشيطان. سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إذا كان أحدكم في صلاة فأراد إنسان يمر بين يديه فيدرؤه ما استطاع، فإن أبى فليقاتله، فإنه شيطان»
التَّجسُّسُ والفُضولُ إلى تعرُّفِ ما عِندَ الغَيرِ، مِن الأُمورِ المَنهيِّ عنها شرعًا؛ فبها يَحدُثُ منَ الفَسادِ في المُجتمَعِ الشَّيْءُ العَظيمُ
وفي هذا الحَديثِ يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم: "مَن اطَّلعَ" أي: نظَر، "في دارِ قوْمٍ بغيرِ إذْنِهم" أي: لم يأذنوا له في النَّظر، "ففَقؤوا عيْنَه"، أي: فضَربوا عيْنَه وأُصيبَتْ وتلِفَتْ، "فقد هَدَرَتْ عيْنُه"، أي: ليس على مَن فَقأَ عينَه قِصاصٌ، ولا يَستحِقُّ من فُقئِتْ عينُه الدِّيَةَ عن عيْنِهِ؛ لأنَّه مُتجسِّسٌ، مُخترِقٌ للإذْنِ، غيْرُ مُبالٍ بحُرُماتِ البُيوتِ، فلَزِمَ رَدْعُه
وفي الحديث: التحذيرُ والترهيبُ الشَّديدُ مِن الاطِّلاعِ على مَحارِمِ النَّاسِ وخاصَّةً بُيوتَهم
وفيه: الأمرُ بالاستئذانِ، وغَضِّ البَصرِ وعدمِ إطلاقِه حالَ الاستئذانِ