موضع الطيب 6
سنن النسائي
أخبرنا قتيبة، وهناد بن السري، عن أبي الأحوص، عن أبي إسحق، عن الأسود، عن عائشة، قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم - وقال هناد: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم - «إذا أراد أن يحرم ادهن بأطيب، ما يجده حتى أرى وبيصه في رأسه ولحيته» تابعه إسرائيل على هذا الكلام، وقال: عن عبد الرحمن بن الأسود، عن أبيه، عن عائشة
كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم يُحِبُّ الطِّيبَ ويَستكثِرُ منه في كلِّ حالٍ، وهو مِن الأمورِ الَّتي حُبِّبَت إليه مِن الدُّنيا
وفي هذا الحديثِ تقولُ عائشةُ رَضِي اللهُ عَنها: "كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم إذا أرادَ أنْ يُحرِمَ"، أي: يَلبَسَ الإحرامَ لعُمرتِه أو حَجِّه، ويَنويَ ذلك، "ادَّهَنَ بأطيَبِ ما يَجِدُه"، أي: وضَع مِن الرَّوائحِ الطَّيِّبةِ أفضَلَ ما يَكونُ عندَه، وفي رِواياتٍ: أنَّه صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم كان يُفضِّلُ المِسكَ، وهو العِطرُ الَّذي يُؤخَذُ مِن بَعضِ دَمِ الغزَالِ وتفوحُ رِيحُه الطَّيَّبةُ، "حتَّى أرَى وَبيصَه"، أي: لَمَعانَ الطِّيبِ، "في رَأسِه ولِحيتِه"، أي: في شَعرِ رَأسِه وشَعرِ لِحيتِه، وهذا كِنايةٌ عن استِكثارِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم مِن هذا الطِّيبِ
والمرادُ مِن تَطيُّبِه صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم مع الإحرامِ هو ما كان قَبلَ الشُّروعِ في الإحرامِ؛ حتَّى يَبقَى به أثَرُ ذلك الطِّيبِ بعدَ إحرامِه، أمَّا بعد الدُّخولِ في النُّسُكِ، فلا يُشرَعُ للمُحرِمِ ابتداءُ التَّطيُّبِ