موقف الإمام إذا كانوا ثلاثة والاختلاف في ذلك

سنن النسائي

موقف الإمام إذا كانوا ثلاثة والاختلاف في ذلك

أخبرنا محمد بن عبيد الكوفي، عن محمد بن فضيل، عن هارون بن عنترة، عن عبد الرحمن بن الأسود، عن الأسود وعلقمة قالا: دخلنا على عبد الله نصف النهار فقال: «إنه سيكون أمراء يشتغلون عن وقت الصلاة فصلوا لوقتها». ثم قام فصلى بيني وبينه فقال: «هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فعل»

في هذا الحديثِ يَقولُ جابرُ بنُ عبدِ اللهِ رَضِي اللهُ عَنهما: "صلَّى بنا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم الظُّهرَ، وأبو بكرٍ خَلْفَه"، أي: مأمومًا، وقَريبًا منه بقَدْرِ ما يَسمَعُ صوتَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم، "فإذا كبَّرَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم"، أي: للانتقالِ بين حرَكاتِ الصَّلاةِ، "كبَّرَ أبو بكرٍ يُسمِعُنا"، نقَل عنه أبو بكرٍ وجهَر بصَوتِه ليُسمِعَ جميعَ المُصلِّينَ؛ زذلك لأن النبي صلَّى الله عليه وسلَّم كان مَريضًا، كما في رِوايةٍ أخرى، قال فيها جابرٌ رضِيَ اللهُ عنه "اشتَكَى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم فَصلَّيْنا وراءَه وهو قاعدٌ، وأبو بكرٍ يُسمِعُ النَّاسَ تَكبيرَه، فالْتفَتَ إلينا فرآنا قِيامًا، فأشارَ إلينا، فقعَدْنا، فَصلَّيْنا بصَلاتِه... الحديثَ"، أي: إنَّهم صلَّوْا خَلْفَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم جالِسينَ بمِثْلِ جُلوسِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم، ولشِدَّةِ مرَضِه صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم لم يَقدِرْ على إسماعِ صَوتِ التَّكبيرِ والتَّنقُّلِ بين حَركاتِ الصَّلاةِ؛ فدَلَّ الحديثُ على أنَّه متى كانَ الإمامُ صوتُه ضَعيفًا لمرَضٍ أو غيرِه، ولم يبلُغِ المأمومينَ صوتُه، وكان المسجِدُ كبيرًا لا يَبلُغُه صوتُ الإمامِ، شُرِعَ لبعضِ المأمومينَ أن يُبلِّغَ الباقينَ التَّكبيرَ جَهْرًا، ويكونُ الجَهْرُ على قَدْرِ الحاجةِ إليه، مِن غيرِ زيادةٍ على ذلكَ