والله مخرج ما كنتم تكتمون

بطاقات دعوية

والله مخرج ما كنتم تكتمون

(قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما هي إن البقر تشابه علينا وإنا إن شاء الله لمهتدون  قال إنه يقول إنها بقرة لا ذلول تثير الأرض ولا تسقي الحرث مسلمة لا شية فيها قالوا الآن جئت بالحق فذبحوها وما كادوا يفعلون  وإذ قتلتم نفسا فادارأتم فيها والله مخرج ما كنتم تكتمون  فقلنا اضربوه ببعضها كذلك يحي الله الموتى ويريكم آياته لعلكم تعقلون  ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشد قسوة وإن من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار وإن منها لما يشقق فيخرج منه الماء وإن منها لما يهبط من خشية الله وما الله بغافل عما تعملون) (البقرة 70-73) 

قال السعدي رحمه الله :
{قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما هي إن البقر تشابه علينا} فلم نهتد إلى ما تريد {وإنا إن شاء الله لمهتدون} .


{قال إنه يقول إنها بقرة لا ذلول} أي: مذللة بالعمل،

{تثير الأرض} بالحراثة

{ولا تسقي الحرث} أي: ليست بساقية،

{مسلمة} من العيوب أو من العمل {لا شية فيها} أي: لا لون فيها غير لونها الموصوف المتقدم.


{قالوا الآن جئت بالحق} أي: بالبيان الواضح، وهذا من جهلهم، وإلا فقد جاءهم بالحق أول مرة، فلو أنهم اعترضوا أي: بقرة لحصل المقصود، ولكنهم شددوا بكثرة الأسئلة فشدد الله عليهم، ولو لم يقولوا "إن شاء الله "لم يهتدوا أيضا إليها، {فذبحوها} أي: البقرة التي وصفت بتلك الصفات،

{وما كادوا يفعلون} بسبب التعنت الذي جرى منهم.


فلما ذبحوها، قلنا لهم اضربوا القتيل ببعضها، أي: بعضو منها، إما معين، أو أي عضو منها، فليس في تعيينه فائدة، فضربوه ببعضها فأحياه الله، وأخرج ما كانوا يكتمون، فأخبر بقاتله، وكان في إحيائه وهم يشاهدون ما يدل على إحياء الله الموتى،

{لعلكم تعقلون} فتنزجرون عن ما يضركم.