ومن حديث جرير بن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم 37
مستند احمد
حدثنا وكيع، عن شريك، عن عاصم، عن أبي وائل، عن جرير قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «المهاجرون والأنصار أولياء بعضهم لبعض، والطلقاء من قريش، والعتقاء من ثقيف بعضهم أولياء بعض إلى يوم القيامة» قال شريك، فحدثنا الأعمش، عن تميم بن سلمة، عن عبد الرحمن بن هلال، عن جرير، عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله
لمَّا بَعَثَ اللهُ تعالى نَبيَّه مُحَمَّدًا صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بهذا الدِّينِ وأمرَه بتَبليغِه
دَعا النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قَومَه إلى الإسلامِ، وبَلَّغَهم هذا الدِّينَ فكَذَّبوه وآذَوه، ولَم يَستَجِبْ له مِنهم إلَّا القَليلُ وغالِبُهم مِنَ الضُّعَفاءِ، فأذِنَ اللهُ تعالى لرَسوله والمُؤمِنينَ بالهِجرةِ إلى المَدينةِ، وكان فيها الأنصارُ فآخى النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بَينَ المُهاجِرينَ والأنصارِ، فأصبَحَ بَعضُهم أولياءَ بَعضٍ، وأصبَحَت لَهم مَكانةٌ عَظيمةٌ في الإسلامِ؛ ولهذا قال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: الطُّلَقاءُ مِن قُرَيشٍ. وهمُ الذينَ عَفا عَنهم رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَومَ فتحِ مَكَّةَ ولَم يَقتُلْهم ولمَ يستَرِقَّهم وقال لَهم: اذهَبوا فأنتُمُ الطُّلَقاءُ. والطَّليقُ هو الأسيرُ إذا خُلِّي سَبيلُه. والعُتَقاءُ مِن ثَقيفٍ. وهمُ الذينَ أعتَقَهمُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بإسلامِهم عِندَما قاتَلَ قَبيلةَ هوزانَ وثَقيفٍ في الطَّائِفِ. بَعضُهم أولياءُ بَعضٍ في الدُّنيا والآخِرةِ، أي: أنَّهم في دَرَجةٍ واحِدةٍ وكُلٌّ مِنهم أحَقُّ بالآخَرِ. والمُهاجِرونَ والأنصارُ بَعضُهم أولياءُ بَعضٍ في الدُّنيا والآخِرةِ، أي: في دَرَجةٍ واحِدةٍ، ولَم يُدرِكِ الطُّلَقاءُ وثَقيفٌ دَرَجةَ ومَنزِلةَ المُهاجِرينَ والأنصارِ في الفَضلِ، ففَرَّقَ بَينَ هؤلاء وهؤلاء
وفي الحَديثِ بَيانُ مَنزِلةِ المُهاجِرينَ والأنصارِ
وفيه تَفضيلُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم للسَّابقينَ في الإسلامِ
وفيه إنزالُ النَّاسِ مَنازِلَهم في الأفضَليَّةِ