اغتسال المرأة من الطيب
سنن النسائي
أخبرنا محمد بن إسمعيل بن إبراهيم، قال: حدثنا سليمان بن داود بن علي بن عبد الله بن العباس الهاشمي، قال: حدثنا إبراهيم بن سعد، قال: سمعت صفوان بن سليم، ولم أسمع من صفوان غيره يحدث، عن رجل ثقة عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا خرجت المرأة إلى المسجد، فلتغتسل من الطيب، كما تغتسل من الجنابة مختصر»
تَبَرُّجُ المَرأةِ وتزيُّنُها خارِجَ البيتِ -حتَّى لو كانتْ ذاهبةً إلى المسجدِ- من الأُمورِ المُفسِدةِ للمُجتمَعِ؛ لِمَا في ذلك من مَفاسِدَ عَظيمةٍ، وقدْ نَهى عنه الإسلامُ، حِفاظًا على المرأةِ أوَّلًا وعلى الأُمَّةِ والمُجتمَعِ بعد ذلك
وفي هذا الحديثِ يقولُ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "إذا خرجتِ المرْأَةُ إلى المسجِدِ"، أي: إذا أرادتِ الخُروجَ من بيتِها إلى المسجِدِ، وقد تَعطَّرتْ ووضعتِ الطِّيبَ، والأمرُ مُتَعدٍّ لسائرِ الخُروجاتِ، وغيرُ مختصٍّ لغرَضِ المسجِدِ، "فلْتَغْتسِلْ من الطِّيبِ، كما تغْتسِلُ من الجَنَابةِ"، أي: تَعُمَّ جَسَدَها بالماءِ؛ فَتُزيل أَثَرَ ذلك الطِّيبِ؛ وذلك لِمَا يترتَّبُ على الطِّيبِ من آثارٍ كالفِتنةِ والالتِفاتِ للمَرأةِ لِمَن استنشقَه؛ ولأنها بذلك تكونُ مُتعرِّضةً للزِّنا مُتسبِّبةٌ فيه، حيثُ جعلَتِ الرِّجالَ يَتطلَّعون للنَّظرِ المحرَّمِ إليها، وهو زِنا النَّظرِ، ولَرُبَّما طُوِّر الأمرُ بعدَها للزِّنا الحقيقيِّ
وفي الحَديثِ: نهيُ المرأةِ أنْ تخرُجَ من بيتِها مُتعطِّرةً
وفيه: سَدُّ الذرائعِ بعَدمِ إثارةِ الفتنِ والغرائزِ