الأربعون النووية 31
بطاقات دعوية
«عن أبي العباس سهل بن سعد الساعدى رضي الله تعالى عنه قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: يا رسول الله، دلني على عمل إذا عملته أحبني الله وأحبني الناس: فقال إزهد في الدنيا يحبك الله، وازهد فيما عند الناس يحبك الناس» .
حديث حسن، رواه ابن ماجة وغيره بأسانيد حسنة.
هذا الحديث سأل فيه سائلٌ رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أمر إذا فعله يكتسب به محبة الله مع محبة الناس، فالرسول صلى الله عليه وسلم أرشده إلى أن يزهد في الدنيا ليحصل محبة الله، وأن يزهد فيما عند الناس ليحصل محبة الناس
والحديث يدل على حرص أصحاب رسول الله عليه الصلاة والسلام على الخير، ومعرفة أمور دينهم، وحرصهم على معرفة ما يجلب لهم محبة الله الذي محبته لهم فيها خيرهم وسعادتهم، ومحبة الناس التي يكون فيها السلامة من شرهم، ويكون فيها حصول ما يناسب بينه وبينهم من أمور لا يلحقه فيها ضرر، ولا يلحقه فيها مشقة، ولا يلحقه منهم ذم، بل يسلم من شرهم ويظفر بخيرهم
فالحديث يدل على حرص الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم على الخير، وعلى ما يجلب لهم محبة الله عز وجل ومحبة الناس
والنبي صلى الله عليه وسلم قد أوتي جوامع الكلم صلوات الله وسلامه وبركاته عليه، فأتى بهذا الجواب المختصر الوجيه الذي فيه أن الإنسان يزهد في الدنيا فيكون ذلك سبباً في محبة الله عز وجل إياه، ويزهد فيما عند الناس فيكون ذلك سبباً في محبة الناس له