التصاوير 6
سنن النسائي
أخبرنا إسحق بن إبراهيم، قال: حدثنا أبو معاوية، قال: حدثنا هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم خرجة، ثم دخل وقد علقت قراما فيه الخيل أولات الأجنحة، قالت: فلما رآه قال: «انزعيه»
كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم أعبدَ النَّاسِ وأطوعَهم للهِ عزَّ وجلَّ، وقد ضرَب لأمَّتِه المثَلَ في كَمالِ طاعتِه للهِ عزَّ وجلَّ، وحَذَّر عن كلِّ ما يُغضِبُ اللهَ عزَّ وجلَّ
وفي هذا الحديثِ تقولُ عائشةُ رَضِي اللهُ عَنها: "خرَج رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم خَرْجَةً ثمَّ دخَل"، أي: إنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم خرَج لمُهمَّةٍ، أو قَضاءِ حاجةٍ، ثمَّ جاء ودَخَل البيتَ "وقد علَّقْتُ قِرَامًا"، أي: وضَعْتُ قِرامًا على حائطٍ، والقِرَامُ هو السِّترُ الرَّقيقُ مِن صُوفٍ ذي ألوانٍ، وقيل: الغليظُ، وقيل: السِّترُ الرَّقيقُ وراءَ السِّترِ الغليظِ، وقيل: السِّترُ المنقوشُ، وقيل: القِرَامُ مُطلَقُ السِّترِ، "فيه الخَيلُ أُولاتُ الأجنحةِ"، أي: على هذا القِرَامِ صُوَرٌ لخَيلٍ لها أجنحةٌ، قالت عائشةُ رَضِي اللهُ عَنها: "فلمَّا رآه"، أي: فلَمَّا أبصَرَه وشاهَدَه النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم، قال: "انزِعيه"، أي: أمَرها النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم بإزالتِه؛ لأنَّ الصُّوَرَ فيها مضاهاةٌ لخَلقِ اللهِ عزَّ وجلَّ وهذا من كبائرِ الذُّنوبِ، وتمنَعُ دُخولَ الملائكةِ الَّتي تنزِلُ بالرَّحمةِ في البَيتِ وتَدْعو وتَستغفِرُ لأهلِه
وفي الحديثِ: نهيُ الرَّجُل أهلَه عنِ المُنكَرِ؛ فهو القائمُ عليهم والمتولِّي أمرِهم