الخضاب بالصفرة 2
سنن النسائي
أخبرنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا أبو داود، قال: حدثنا همام، عن قتادة، عن أنس، أنه سأله: هل خضب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: «لم يبلغ ذلك، إنما كان شيء في صدغيه»
كان الصَّحابةُ رَضِي اللهُ عَنهم يَحرِصون على اتِّباعِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم حتَّى في مَلبَسِهم ومَظهَرِهم
وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ زيدُ بنُ أسلَمَ: "أنَّ ابنَ عُمرَ كان يَصبُغُ لِحْيتَه"، أي: يُغيِّرُ مِن لَونِها "بالصُّفْرَةِ"، أي: يَجعَلُ لونَ شَعرِ لِحيَتِه أصفَرَ، وذلك بنَباتِ الوَرْسِ، والوَرْسُ: نَباتٌ كالسِّمْسِمِ أصفَرُ، "حتَّى تَمتلِئَ ثِيابُه مِن الصُّفرةِ"، أي: مِن كَثرَةِ صَبغِه لِلحيَتِه، "فقيلَ لابنِ عُمرَ: لِم تَصبُغُ بالصُّفرَةِ؟ فقال" ابنُ عُمرَ: "إنِّي رأَيتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم يَصبُغُ بها"، أي: امتِثالًا مِنه لفِعْلٍ قد رآه مِن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم، فهو يَتَّبِعُه فيه، "ولم يَكُنْ شيءٌ أحَبَّ إليه"، أي: إلى رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم "مِنها"، أي: مِن الصَّبْغِ بالصُّفْرَةِ، "وقد كان يَصبُغُ بها ثِيابَه كلَّها حتَّى عِمامَتَه"، أي: حتَّى إنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم لِحُبِّه للصُّفرَةِ وإعجابِه بها كان يَستَعمِلُها لِجَميعِ ثيابِه بما في ذلك عِمامَتُه صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم