النهي عن الجلوس على المياثر من الأرجوان
سنن النسائي
أخبرنا محمد بن العلاء، قال: حدثنا ابن إدريس، قال: سمعت عاصم بن كليب، عن أبي بردة، عن علي قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: «قل اللهم سددني واهدني»، ونهاني عن الجلوس على المياثر، والمياثر قسي كانت تصنعه النساء لبعولتهن على الرحل كالقطائف من الأرجوان
كان النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُعلِّمُ أصحابَه ويُرشِدُهم إلى ما فيه الخيرُ، ويُعلِّمُهم أُمورَ دِينِهم، وما يحِلُّ لهم وما يحرُمُ عليهم، رِجالًا ونِساءً
وفي هذا الحديثِ يقولُ عليُّ بنُ أبي طالبٍ رضِيَ اللهُ عنه: "قال لي رَسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "قُل: اللَّهُمَّ اهْدِني وسَدِّدْني"، أي: اطلُبْ من اللهِ وادْعُه أنْ يرزُقَك الهِدايةَ والرَّشادَ إلى الحقِّ وعدَمِ الضَّلالِ، واسأَلْه السَّدادَ، وهو التَّوفيقُ في الأُمورِ، والاستقامةُ، والقصدُ فِي الأُمورِ، والصَّوابُ في القولِ والفعلِ، وربَّما يُحمَلُ السَّدادُ على معنى الغِنى وعدَمِ الحاجةِ إلى النَّاسِ، وهذا إرشادٌ من النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لِما يجِبُ أنْ يَهتَمَّ به من الدُّعاءِ، فيَستحضِرُ معاني دَعواتِه فِي قلْبِه، ويُبالِغُ فِي ذكْرِها، ولكنَّه ليس حصرًا للدُّعاءِ به
قال: "ونَهاني عن الجُلوسِ على المَياثِرِ"، أي: ونَهاني عن الرُّكوبِ على المَياثِرِ، وهي فُرشٌ كانت تصنَعُها العجَمُ لتُوضَعَ تحتَ الرَّاكبِ على الدَّوابِّ، مثْلُ السُّرَجِ، وكانت تُصنَعُ من الحريرِ وتُحْشى بالقُطنِ، قيل: إنَّما نهى عن استعمالِها؛ لِما فيه من الزِّينةِ والخُيلاءِ، ولأنَّ فيه تشبُّهًا بالعجَمِ، أو لأنَّها قد تُصنَعُ من جُلودٍ لا تُذكَّى غالبًا
وفي الحديثِ: إرشادُ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلى الدُّعاءِ بالهدايةِ والتَّسديدِ وما فيه نفْعُ المُسلِمِ