باب أعضاء السجود
حدثنا مسدد، وسليمان بن حرب، قالا: حدثنا حماد بن زيد، عن عمرو بن دينار، عن طاوس، عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أمرت»، قال حماد: «أمر نبيكم صلى الله عليه وسلم أن يسجد على سبعة، ولا يكف شعرا، ولا ثوبا»
السجود ركن عظيم من أركان الصلاة، ومظهر يتجلى فيه خضوع العبد لربه، وذله له، وقد أمر الله تعالى به في عدة مواطن من كتابه الكريم
وفي هذا الحديث يشرح النبي صلى الله عليه وسلم الصورة الصحيحة للسجود، فيخبر أن الله عز وجل أمره أن يسجد على سبعة «أعظم» جمع عظمة، والمقصود عظام الجسم؛ والأعضاء السبعة هي: «الجبهة»، وهي: صفحة الوجه ما فوق الأنف والعينين، وأشار النبي صلى الله عليه وسلم بيده إلى أنفه، مبينا صلى الله عليه وسلم بذلك أن الجبهة والأنف عضو واحد من السبعة، وتأكيدا على أن الساجد يلامس بأنفه الأرض، وكذلك اليدان والركبتان، وأصابع القدمين وما يليهما، فاليدان والركبتان والقدمان ستة أعضاء، ولا «نكفت الثياب والشعر»، وكفت الثياب هو ضم بعضها فوق بعض بحيث لا تنسدل، وكفت الشعر هو ربطه بحيث لا يسترسل وينساب، والمراد ألا نكف شعورنا وثيابنا عند السجود على الأرض صيانة لها، بل نرسلها حتى تقع على الأرض، فتسجد مع الأعضاء، والحكمة في ذلك: أنه إذا رفع ثوبه وشعره عن مباشرة الأرض أشبه المتكبر وقيل: إن الشعر يسجد مع الرأس إذا لم يكف أو يلف