باب {إن الذي فرض عليك القرآن}
بطاقات دعوية
عن ابن عباس: {لرادك إلى معاد}: إلى مكة.
كانتْ مَكَّةُ المكرَّمَةُ أَحبَّ البِلادِ إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وقد قال وهو خارجٌ منها إلى المدينةِ -كما في سُنَنِ التِّرمذيِّ-: «واللهِ إنَّكِ لَخيرُ أَرضِ اللهِ، وأحَبُّ أرضِ اللهِ إلى اللهِ، ولولا أنِّي أُخرِجتُ منكِ ما خَرَجتُ»، وقدْ وعَدَ اللهُ تعالَى نبيَّهُ أنْ يَرُدَّهُ إلى بلَدِه الَّتي خرَجَ منها مُكرَهًا، فاتحًا مُنتصِرًا، فبشَّرهُ بِالفتحِ المبينِ عامَ الحُدَيبيَةِ.
وفي هذا الحَديثِ يَذكُرُ ابنُ عَبَّاسٍ رضِي اللهُ عنهما في قَولِه تعالى: {إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ} [القصص: 85] أنَّ المعادَ المقصودُ في هذه الآيةِ هو مكَّةُ المكرَّمةُ.
وعلى قَولِ ابنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عنهما يكونُ معنى الآية: إنَّ الذي فرض عليك القرآنَ -بأن أنزَلَه إليك، وكلَّفَك بحِفْظِه وتِلاوتِه على النَّاسِ، والعَمَلَ بأوامِرِه ونواهيه- لرادُّك إلى مَعادِ مَكَّةَ، بعد أن تهاجِرَ منها.
وقد قيلَ: إنَّ تفسيرَ المَعادِ أنَّه يرُدُّه بعْدَ الموتِ، أي: يومَ القيامةِ، وقيل: إلى الجنَّةِ الَّتي وُعدَ بها.