باب استلام الحجر3
سنن ابن ماجه
حدثنا أحمد بن عمرو بن السرح المصري، حدثنا عبد الله بن وهب، أخبرني يونس، عن ابن شهاب، عن سالم بن عبد الله
عن أبيه، قال: لم يكن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يستلم من أركان البيت إلا الركن الأسود، والذي يليه من نحو دور الجمحيين
بُنِيَ البَيتُ الحَرامُ ولَه أرْبعةُ أركانٍ؛ الأوَّلُ ركنُ الحَجرِ الأسْودِ، والرُّكنُ اليَمانِي، ويُقالُ لهما: اليَمانيانِ تَغليبًا، وأمَّا الرُّكنانِ الآخَرانِ فيُقالُ لهما: الشَّاميَّانِ.
وفي هذا الحَديثِ يُخبرُ عبدُ اللهِ بنُ عُمرَ رَضيَ اللهُ عنهما أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لمْ يكُنْ يَستلِمُ مِن أركانِ البَيتِ إلَّا رُكنَينِ فقط الأوَّلُ: الرُّكنُ الأسوَدُ؛ فكان يُقبِّلُه، أو يُشيرُ إليه بعصًا أو نحوِها ثُمَّ يُقبِّلُها؛ لأنَّ فيه فَضيلَتَينِ أنَّه على قَواعدِ إبْراهيمَ عليه السَّلامُ، وفيه الحَجرُ الأسوَدُ، وهو في رُكنِ الكَعبةِ الَّذي يَلي البابَ مِن جِهةِ المشرِقِ، والرُّكنُ الثَّاني: «الَّذي يَلِيهِ»، وهو الرُّكنُ اليَماني، وفَضيلتُه أنَّه على قَواعدِ إبْراهيمَ أيضًا، وهذا هو السَّببُ في استِلامِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وتَقبيلِه ومَسحِهِ لهما دونَ الرُّكْنَينِ الآخَرَينِ، وقولهُ: «مِنْ نحوِ دُورِ الجُمحيِّينَ» نِسبةً إلى بَنِي جُمَحَ، وهو بطنٌ مِن قُريشٍ، كانتْ دُورُهم في مُقابَلةِ الرُّكنِ اليَماني آنَذاكَ. وأمَّا الرُّكنانِ الآخَرانِ فليس فيهما شيءٌ من هاتَينِ الفَضيلَتَينِ، فلا يُقَبَّلانِ، ولا يُستَلَمانِ.
وفي الحَديثِ: تَحديدُ ما يُستلَمُ وما يُقبَّلُ منَ الكَعبةِ، وهما ركنُ الحَجرِ الأسْودِ والرُّكنُ اليَماني دونَ غيرِهِما.