باب الإذن بالجنازة
بطاقات دعوية
عن ابنِ عباسٍ رضي الله عنهما قالَ: ماتَ إِنسانٌ كانَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يعُودُه، فماتَ بالليلِ، فدفنُوهُ ليلاً، فلمَّا أَصبحَ، أَخبَروهُ، فقالَ:
"ما منَعكم أنْ تُعْلموني؟ "، قالوا: كانَ الليلُ، فكَرهْنا، وكانتْ ظلمةٌ - أَنْ نشُقَّ عليكَ، فأتى قبرَه، فصلَّى عليه.
رَسولُنا الكريمُ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَضرِبُ لنا دائمًا أفضَلَ الأمثلةِ وأسْماها على الرَّحمةِ والمَحبَّةِ والشَّفقةِ وحُسنِ الوصْلِ، مع صَحابتِه رِضوانُ اللهِ عليهم.
وفي هذا الحَديثِ يَحْكي عبدُ اللهِ بنُ عبَّاسٍ رَضيَ اللهُ عنهما أنَّه مات رجُلٌ، قيل: هو طَلحةُ بنُ البَراءِ بنِ عُميرٍ البَلَويُّ رَضيَ اللهُ عنه، حَليفُ الأنصارِ، وكان النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَزُورُه ويَطمئنُّ عليه، وكان وَقتُ مَوتِه لَيلًا، فدَفَنوه باللَّيلِ دونَ أنْ يُعلِموا النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؛ حتَّى لا يَشُقُّوا على النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فلمَّا أصبَحَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أخْبَروه بشَأنِ الرَّجلِ وأنَّهم دَفَنوه، وأخْبَروه أنَّهم تَرَكوا إخبارَه لظُلمةِ اللَّيلِ، وكَراهيةَ أنْ يَشُقُّوا عليه، فذهَبَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلى قبْرِه فصلَّى عليه صلاةَ الجِنازةِ؛ وذلك أنَّ هذِه القُبورَ مَملوءةٌ ظُلمةً على أهلِها، وأنَّ اللهَ تعالَى يُنوِّرُها لهم بصلاةِ النبيِّ عليهم.
وفي الحديثِ: الحثُّ على عِيادةِ المريضِ.
وفيه: مَشروعيَّةُ دفْنِ المَيتِ باللَّيلِ.
وفيه: الأمرُ بالإعلامِ عن الجِنازةِ.
وفيه: التَّعجيلُ بدَفْنِ المَيتِ.
وفيه: مَشروعيَّةُ صَلاةِ الجِنازةِ على القَبرِ، وبعْدَ دفْنِ المَيتِ.