باب الإمام يقطع الخطبة للأمر يحدث
حدثنا محمد بن العلاء، أن زيد بن حباب، حدثهم، حدثنا حسين بن واقد، حدثني عبد الله بن بريدة، عن أبيه، قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأقبل الحسن، والحسين رضي الله عنهما، عليهما قميصان أحمران يعثران ويقومان، فنزل فأخذهما، فصعد بهما المنبر، ثم قال: " صدق الله: {إنما أموالكم وأولادكم فتنة} [التغابن: 15]، رأيت هذين فلم أصبر "، ثم أخذ في الخطبة
كان قلب النبي صلى الله عليه وسلم يفيض رحمة ورقة وحبا لأهله
وفي هذا الحديث يقول بريدة الأسلمي رضي الله عنه: "خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأقبل الحسن والحسين رضي الله عنهما عليهما قميصان أحمران"، أي: يرتديان قميصين أحمرين، "يعثران ويقومان"، والعثرة: الزلة والكبوة، والمراد: يسقطان على الأرض لصغرهما ويقومان، "فنزل"، أي: النبي صلى الله عليه وسلم من على المنبر وقطع الخطبة، ثم "أخذهما"، أي: حملهما، "فصعد بهما المنبر، ثم قال" لأصحابه رضي الله عنهم: "صدق الله: {أنما أموالكم وأولادكم فتنة} [الأنفال: 28]، أي: ابتلاء واختبار، ثم قال عليه الصلاة والسلام: "رأيت هذين فلم أصبر"، وفي هذا بيان لشدة حبه صلى الله عليه وسلم لهما، وأنه لما رآهما لم يصبر حتى حملهما وقربهما منه، "ثم أخذ في الخطبة"، أي: أكملها
وفي الحديث: فضيلة ومنقبة للحسن والحسين رضي الله عنهما
وفيه: قطع الخطيب الخطبة وكلامه فيها؛ للحاجة تعرض له والأمر يحدث