باب فى الشهيد يغسل
حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا معن بن عيسى ح وحدثنا عبيد الله بن عمر الجشمى حدثنا عبد الرحمن بن مهدى عن إبراهيم بن طهمان عن أبى الزبير عن جابر قال رمى رجل بسهم فى صدره أو فى حلقه فمات فأدرج فى ثيابه كما هو - قال - ونحن مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
الشهادة في سبيل الله عز وجل منزلة عظيمة، ودرجة رفيعة، ومقام عال؛ فلا أفضل من أن يجود المرء بنفسه في سبيل الله تعالى؛ ولذلك جعل الله الشهداء يوم القيامة في أعلى منازل جنات النعيم، وخصوا ببعض الأحكام في الدنيا، ومن ذلك عدم تكفين الشهداء، ودفنهم في ثيابهم التي استشهدوا فيها
وفي هذا الحديث يحكي جابر بن عبد الله رضي الله عنهما: أنه "رمي رجل بسهم في صدره"، أي: أصيب رجل بسهم في صدره، "أو في حلقه"، أي: في رقبته، "فمات"، أي: من أثر ذلك السهم، "فأدرج في ثيابه كما هو"، أي: فكفن ولف في ملابسه التي استشهد فيها، قال جابر بن عبد الله: "ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم"، وفي هذا إشارة إلى أن هذا من أمر النبي صلى الله عليه وسلم لهم
قيل: ولعل سبب تكفين الميت في ملابسه: أنهم يميزون بها عن غيرهم يوم القيامة؛ وذلك أن كل ميت يبعث على الحالة التي مات عليها، فخير ما يبعث عليه الشهيد أن يبعث وبه آثار قتله في سبيل الله عز وجل من ثياب وجروح