باب فى الشهيد يغسل
حدثنا أحمد بن صالح حدثنا ابن وهب ح وحدثنا سليمان بن داود المهرى أخبرنا ابن وهب - وهذا لفظه - أخبرنى أسامة بن زيد الليثى أن ابن شهاب أخبره أن أنس بن مالك حدثهم أن شهداء أحد لم يغسلوا ودفنوا بدمائهم ولم يصل عليهم.
وقعت غزوة أحد في شوال في السنة الثالثة من الهجرة، وأحد جبل من جبال المدينة، وكانت بين قريش والمسلمين، واستشهد في تلك الغزوة عدد كبير من الصحابة رضوان الله عليهم، وكان في هذه الغزوة مواقف تؤخذ منها العظات والأحكام
وفي هذا الحديث يخبر أنس بن مالك رضي الله عنه: "أن شهداء أحد"، أي: الصحابة الذين قتلوا في تلك المعركة "لم يغسلوا"، أي: لم يغسلوا كما يغسل الميت، "ودفنوا بدمائهم"، وفي هذا إشارة إلى عدم تنظيفهم من دمائهم، أو أنها نزعت ثيابهم؛ قيل: ولعل سبب تكفين الميت في ملابسه: أنهم يميزون بها عن غيرهم يوم القيامة؛ وذلك أن كل ميت يبعث على الحالة التي مات عليها، فخير ما يبعث عليه الشهيد أن يبعث وبه آثار قتله في سبيل الله عز وجل من ثياب وجروح
"ولم يصل عليهم"، أي: عقب المعركة، وورد أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى عليهم فيما بعد؛ ففي الصحيحين عن عقبة بن عامر رضي الله عنه: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج يوما، فصلى على أهل أحد صلاته على الميت"، واختلف أهل العلم في الصلاة على الشهيد، ولعل أقرب الأقوال: أن الصلاة على الشهيد أجود وإن لم يصلوا عليه أجزأ
وفي الحديث: عدم تغسيل شهيد المعركة