باب الحائض لا تقضي الصلاة وتقضي الصوم
بطاقات دعوية
عن معاذة قالت سألت عائشة فقلت ما بال الحائض تقضي الصوم ولا تقضي الصلاة فقالت أحرورية أنت (5) قلت لست بحرورية ولكني أسأل قالت كان يصيبنا ذلك فنؤمر بقضاء الصوم ولا نؤمر بقضاء الصلاة. (م 1/ 182)
الحَرُوريَّةُ: هم الخوارجُ، وكان مبدأُ خُروجِهم مِن بلدةِ حَرُوراءَ بقُربِ الكوفةِ بالعراقِ على مِيلينِ مِن الكُوفةِ (3.5 كم تقريبًا)؛ فنُسِبوا إليها، وهم مَن أنكَروا على عليٍّ رَضيَ اللهُ عنه التَّحكيمَ في قتالِه مع معاويةَ رَضيَ اللهُ عنه، ثمَّ قاتَلوه، وكفَّروا المسلمينَ، واستحَلُّوا دِماءَهم؛ ولهذا لَمَّا جاءتْ هذه المرأةُ تَسألُ عائشةَ رَضيَ اللهُ عنها: هل تَقضي المرأةُ صلاتَها إذا طهُرَت مِن حَيضِها؟ فقالت لها عائِشةُ مُستنكِرةً: أحَرُوريَّةٌ أنتِ؟ أي: هل أنتِ مِن هذه الفِرقةِ مِن الخَوارجِ؟ وكان بعضُهم يأمُرُ الحائضَ بقضاءِ الصلاةِ تنطُّعًا في الدِّينِ، ثمَّ أخبَرَتْها أنَّ نِساءَ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كنَّ يَحِضْنَ على عهدِ رسولِ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فلا يأمُرُهم بقضاءِ الصَّلاةِ، وهذا أمرٌ مُجمَعٌ عليه بيْنَ علماءِ المُسلمينَ: أنَّ الحائضَ لا تَقضي الصَّلاةَ؛ وذلك لأنَّ الصَّلاةَ فريضةٌ تُكرَّرُ في كلِّ يَومٍ فلا تُعادُ، وهذا مِن التَّيسيرِ على النِّساءِ، وعدَمِ التَّشديدِ عليهِنِّ بإعادةِ الصَّلاةِ الَّتي فاتتْ في أيَّامِ حَيضِهِنَّ.