باب الدنو من الإمام عند الموعظة
حدثنا علي بن عبد الله، حدثنا معاذ بن هشام، قال: وجدت في كتاب أبي بخط يده ولم أسمعه منه، قال قتادة: عن يحيى بن مالك، عن سمرة بن جندب، أن نبي الله صلى الله عليه وسلم، قال: «احضروا الذكر، وادنوا من الإمام، فإن الرجل لا يزال يتباعد حتى يؤخر في الجنة، وإن دخلها»
العبادات وذكر الله تعالى فيها سبب لنزول رحمة الله؛ فيكون الأجر والثواب جزيلا، وقد حث النبي صلى الله عليه وسلم أمته على حضور مواطن الثواب والرحمات؛ حتى ينالهم نصيب منها
وفي هذا الحديث يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "احضروا الذكر"، أي: احضروا الخطب والمواعظ ودروس العلم في المساجد وغيرها؛ كيوم الجمعة والعيدين وغير ذلك، وسميت ذكرا لما تشتمل عليه من دعاء واستغفار وقراءة للقرآن، "وادنوا من الإمام"، أي: كونوا على مقربة من موضع وقوف الإمام؛ وهذا للحث على الحضور مبكرا؛ "فإن الرجل لا يزال يتباعد حتى يؤخر في الجنة وإن دخلها"، أي: لا يزال المرء يتأخر في الحضور إلى المساجد والقرب من الإمام ولا يأتي مبكرا، حتى يعتاد ذلك فيحضر متأخرا، فيكون ذلك سببا في تأخيره عن دخول الجنة مع رضاه بمجرد دخولها في أي مكان وبأي صفة
وفي الحديث: الأمر بحضور مجالس الذكر والمواعظ في المساجد
وفيه: الحث على القرب من الإمام والإتيان مبكرا إلى المساجد
وفيه: أن الجزاء من جنس العمل