باب السعى إلى الصلاة
بطاقات دعوية
حدثنا أحمد بن صالح حدثنا عنبسة أخبرنى يونس عن ابن شهاب أخبرنى سعيد بن المسيب وأبو سلمة بن عبد الرحمن أن أبا هريرة قال سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول « إذا أقيمت الصلاة فلا تأتوها تسعون وأتوها تمشون وعليكم السكينة فما أدركتم فصلوا وما فاتكم فأتموا ». قال أبو داود كذا قال الزبيدى وابن أبى ذئب وإبراهيم بن سعد ومعمر وشعيب بن أبى حمزة عن الزهرى « وما فاتكم فأتموا ». وقال ابن عيينة عن الزهرى وحده « فاقضوا ». وقال محمد بن عمرو عن أبى سلمة عن أبى هريرة وجعفر بن ربيعة عن الأعرج عن أبى هريرة « فأتموا ». وابن مسعود عن النبى -صلى الله عليه وسلم- وأبو قتادة وأنس عن النبى -صلى الله عليه وسلم- كلهم قالوا « فأتموا ».
لما كانت الصلاة لقاء بين العبد وربه ناسب ذلك أن يستعد العبد لهذا اللقاء، ويتأدب بالأدب اللازم مع الله سبحانه وتعالى، وقد أرشد النبي صلى الله عليه وسلم أمته إلى كثير من هذه الآداب، منها ما في هذا الحديث؛ فإنه صلى الله عليه وسلم عندما سمع جلبة رجال، يعني: صوت حركتهم وكلامهم، وهو يصلي الجماعة، فسألهم بعدما انتهى من صلاته عن سبب هذه الحركة والصوت، فقالوا: تعجلنا؛ لندرك الصلاة، فنهاهم النبي صلى الله عليه وسلم عن هذا الاستعجال، وأرشدهم إلى ما يلزمهم من السكينة والوقار عند قدومهم إلى الصلاة، وأمرهم بالهدوء والتأني، فما أدركتم مع الإمام في صلاته فصلوه معه، وما فاتكم من صلاته فأتموه بعد سلام الإمام، وتدركون بذلك أجر الجماعة فلا تتعجلوا
وفي الحديث: الحث على السكينة والوقار عند الإتيان إلى الصلاة