باب القراءة في الخطبة
سنن النسائي
أخبرنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا هارون بن إسمعيل، قال: حدثنا علي وهو ابن المبارك، عن يحيى، عن محمد بن عبد الرحمن، عن ابنة حارثة بن النعمان، قالت: «حفظت ق والقرآن المجيد من في رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على المنبر يوم الجمعة»
حرَصَ الصَّحابةُ على مَعرفةِ أَحْوالِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وعلى أنْ يَتعلَّموا منهُ كلَّ شَيءٍ؛ لأنَّ خيْرَ الهَدْيِ هَدْيُ محمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ
وفي هذا الحَديثِ تُخبِرُ أمُّ هِشامٍ بنتُ الحارثِ بنِ النُّعْمانِ رَضيَ اللهُ عنها أنَّها وأهلَ بيتِها كانوا يَشتَرِكونَ معَ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في تَنُّورٍ واحِدٍ سَنتَينِ، أو سنَةً وبعضَ سَنةٍ، والتَّنُّورُ: هوَ الَّذي يُخبَزُ فيه الخبْزُ، وهذا كنايةٌ عن قُربِ الجِوارِ، وهو أيضًا إشارةٌ منها إلى وَعْيِها الشَّديدِ للنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ومَعرفتِها الواسِعةِ بأحْوالِهِ، وقُربِها منه، ثمَّ أخْبَرَت أنَّها ما حَفِظَت سُورةَ {ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ} إلَّا سَماعًا من رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؛ فإنَّه كان يَقرَؤُها كلَّ يومِ جُمُعةٍ على المِنبَرِ إذا خطَبَ النَّاسَ، ولعَلَّ اختيارَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لسُورةِ (ق)؛ لأنَّها تَشتمِلُ على المَواعِظِ والزَّواجِرِ الشَّديدةِ، وبعضٍ مِن أَهوالِ يومِ القِيامةِ مِن مَوتٍ وبعْثٍ ونُشورٍ، والجنَّةِ والنَّارِ، وكَلامُ اللهِ سُبحانَه وتَعالى أبلَغُ في الوَعظِ
وفي الحَديثِ: قِراءةُ القُرآنِ في الخُطبةِ، وقِراءةُ سُورةِ (ق)