باب المناقب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم56-1
سنن الترمذى
حدثنا الحسين بن حريث قال: حدثنا علي بن حسين بن واقد قال: حدثني أبي قال: حدثني عبد الله بن بريدة، قال: سمعت أبي بريدة، يقول: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطبنا إذ جاء الحسن والحسين عليهما قميصان أحمران يمشيان ويعثران، فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم من المنبر فحملهما ووضعهما بين يديه، ثم قال: " صدق الله {إنما أموالكم وأولادكم فتنة} [التغابن: 15] نظرت إلى هذين الصبيين يمشيان ويعثران فلم أصبر حتى قطعت حديثي ورفعتهما «.» هذا حديث حسن غريب إنما نعرفه من حديث الحسين بن واقد
كان قلبُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَفيضُ رَحمةً ورِقَّةً وحُبًّا لأهلِه.
وفي هذا الحَديثِ يقولُ بُريدَةُ الأسلَميُّ رَضِي اللهُ عَنه: "خطَبَنا رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فأقبَل الحسنُ والحسينُ رَضِيَ اللهُ عنهما عَليهما قَميصانِ أحمَرانِ"، أي: يَرتديانِ قَميصَينِ أحمرَينِ، "يَعْثُرانِ ويَقومانِ"، والعَثْرةُ: الزَّلَّةُ والكَبوةُ، والمرادُ: يَسْقُطانِ على الأرضِ لصِغَرِهما ويَقومانِ، "فنَزَل"، أي: النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم من على المِنْبرِ وقَطَعَ الخُطْبةَ، ثمَّ "أَخَذهما"، أي: حملهما، "فصَعِدَ بهما المنبرَ، ثمَّ قال" لأصحابِه رَضِيَ اللهُ عنهم: "صَدَقَ اللهُ: {أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ} [الأنفال: 28]، أي: ابتلاءٌ واختبارٌ، ثم قال عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ: "رأيتُ هذين فلم أَصْبِرْ"، وفي هذا بيانٌ لشِدَّةِ حبِّه صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم لهما، وأنَّه لَمَّا رآهُما لم يَصبِرْ حتَّى حمَلَهما وقرَّبَهما منه، "ثمَّ أَخَذَ في الخُطْبةِ"، أي: أَكْمَلَها.
وفي الحَديثِ: فضيلةٌ ومَنقَبةٌ للحَسنِ والحُسينِ رَضِي اللهُ عَنهما.
وفيه: قَطعُ الخَطيبِ الخُطبةَ وكلامُه فيها؛ للحاجَةِ تَعرِضُ له والأمرِ يَحدُث