‌‌باب ما جاء في فضل المملوك الصالح

حدثنا ابن أبي عمر قال: حدثنا سفيان، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «نعما لأحدهم أن يطيع ربه ويؤدي حق سيده» يعني المملوك وقال كعب: صدق الله ورسوله، وفي الباب عن أبي موسى، وابن عمر: هذا حديث حسن صحيح
‌‌

كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم يُنبِّهُ الرَّقيقَ على حُسنِ طاعةِ أوليائِهم، وكثيرًا ما كان يُذكِّرُهم أنَّ العبدَ إذا أحسَن عِبادةَ ربِّه، وأحسَن طاعةَ سيِّدِه، فإنَّ جزاءَه الجنَّةُ، ومن ذلك ما في هذا الحديثِ، حيثُ يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "نِعِمَّا"، أي: نِعْم شيئًا وعَظُمَ شيئًا، وذلك أسلوبُ مدحٍ مِن النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم، غرَضُه التَّشويقُ والحثُّ على اغتنامِ الخيرِ، "لأحدِهم"، أي: للعبيدِ والإماءِ، "أن يُطيعَ اللهَ"، أي: يُحسِنَ عبادةَ ربِّه عزَّ وجلَّ، "ويُؤدِّيَ حقَّ سيِّدِه"، أي: ويُحسِنَ صحبةَ سيِّدِه، ويؤدِّيَ له حقوقَه عليه، "يعني المملوكَ"، وهو تفسيرٌ لقولِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم "لأحدِهم"، والمملوكُ هو العَبْدُ أو الأَمَةُ.
وفي الحديثِ: حثُّ العَبيدِ على حُسنِ عِبادةِ اللهِ عزَّ وجلَّ، وطاعةِ وَليِّه .