باب بر الوالدين وصلة الأرحام 5
بطاقات دعوية
جاء رجل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: يا رسول الله ، من أحق الناس بحسن صحابتي ؟ قال : (( أمك )) قال : ثم من ؟ قال : (( أمك )) ، قال : ثم من ؟ قال : (( أمك )) ، قال : ثم من ؟ قال : (( أبوك )) متفق عليه .
وفي رواية : يا رسول الله ، من أحق بحسن الصحبة ؟ قال : (( أمك ، ثم أمك ، ثم أمك ، ثم أباك ، ثم أدناك أدناك )) .
(( والصحابة )) بمعنى : الصحبة . وقوله : (( ثم أباك )) هكذا هو منصوب بفعل محذوف ، أي : ثم بر أباك . وفي رواية : (( ثم أبوك )) ، وهذا واضح .
الأم هي محل البر والإكرام، وهي رمز التضحية والفداء والطهر والنقاء، وهي الأصل الذي يشرف به الولد، وأحق الناس بصحبته، ويليها الأب في حق البر والصحبة
وفي هذا الحديث يحكي أبو هريرة رضي الله عنه أن رجلا -وهو معاوية بن حيدة رضي الله عنه؛ جد بهز بن حكيم- سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أولى الناس بالإحسان إليه والبر به في مصاحبته له؟ فأجابه النبي صلى الله عليه وسلم بأن أولى الناس بحسن المعاملة وطيب المعاشرة هي الأم، ثم سأله: ثم من يلي الأم في هذا الحق؟ فأجابه بالإجابة نفسها: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، وهكذا أوصاه بالأم وأكد حقها في حسن المعاملة ثلاث مرات؛ بيانا لفضلها على سائر الأقارب دون استثناء. ثم سأله الرابعة: ثم من؟ قال: أبوك، فكرر صلى الله عليه وسلم حق الأم ثلاثا، وذكر حق الأب مرة واحدة، وليس ذلك تقليلا من حق الأب، وإنما هو تأكيد على عظم حق الأم؛ ولعل ذلك لكثرة أفضالها على ولدها، وكثرة ما تحملته من المتاعب الجسمية والنفسية أثناء حملها به، ووضعها وإرضاعها له، وخدمتها وشفقتها عليه، وهذه الشفقة قد تطمع ولدها فيتهاون في برها؛ ولذا أكد رسول الله صلى الله عليه وسلم بر الأم مرارا