باب: بيان الزمن الذي لا يقبل فيه الإيمان
بطاقات دعوية
حديث أبي ذر رضي الله عنه، قال: دخلت المسجد ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس، فلما غربت الشمس قال: يا أبا ذر هل تدري أين تذهب هذه قال قلت الله ورسوله أعلم قال: فإنها تذهب تستأذن في السجود فيؤذن لها وكأنها قد قيل لها ارجعي من حيث جئت، فتطلع من مغربها ثم قرأ (ذلك مستقر لها)
قدر الله سبحانه وتعالى مقادير كل شيء من أول الخلق إلى نهايته
وفي هذا الحديث يروي أبو ذر الغفاري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم سأله ذات مرة عندما غربت الشمس: أتدري أين تذهب هذه الشمس بعد اختفائها عند الغروب؟ فأجاب أبو ذر رضي الله عنه: الله ورسوله أعلم، وهذا من أدب أبي ذر رضي الله عنه، فلا يسبق برأي قبل النبي صلى الله عليه وسلم، ووكل الأمر إلى الله ورسوله، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «فإنها تذهب حتى تسجد تحت العرش»، سجودا حقيقيا، وهي أينما سجدت سجدت تحت العرش، فتستأذن ربها في الطلوع من المشرق ومعاودة سيرها مرة أخرى، فيؤذن لها في ذلك، وقد قرب الوقت الذي تسجد، وتستأذن في الطلوع من المشرق، فلا يقبل منها سجودها، ولا يؤذن لها في الطلوع من المشرق، ويقال لها: ارجعي من حيث جئت، فتطلع من مغربها، وذلك من علامات الساعة الكبرى، فذلك هو معنى قوله تعالى: {والشمس تجري لمستقر لها}، أي: تتحرك وتسير في طريقها المحدد لها، ولا تزال تجري في مسيرتها هذه حتى ينتهي العالم؛ {ذلك تقدير العزيز العليم} [يس: 38]، فإنها إنما تتحرك حركتها هذه بنظام دقيق محكم، يدل على وجود الله تعالى، وتقديره وتدبيره لهذا العالم تدبيرا يليق بعلمه وعزته وحكمته
وهذا إثبات لقدر الله سبحانه، وتحكمه في الكون وجميع المخلوقات، وفيه تبكيت لمن كان يعبد الشمس في الدنيا؛ ليعلموا أن عبادتهم لها كانت باطلا