باب بيع القلادة وفيها ذهب وخرز بذهب
بطاقات دعوية
عن فضالة بن عبيد الأنصاري - رضي الله عنه - يقول أتي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو بخيبر بقلادة فيها خرز وذهب وهي من المغانم تباع فأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالذهب الذي في القلادة فنزع وحده ثم قال لهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الذهب بالذهب وزنا بوزن. (م 5/ 46
الرِّبا نَوعٌ مِن أنْواعِ الاسْتِغلالِ في المُعامَلاتِ، وفيه قدْرٌ كبيرٌ مِنَ الضَّررِ، وفيه سُحتٌ وأخْذُ زيادةٍ بِالباطلِ؛ ومِن هنا كان مُحَرَّمًا في جَميعِ الشَّرائعِ، ومن أنْواعِ الرِّبا رِبَا الفَضلِ، وهو بيعُ المالِ الرِّبويِّ بِجنسهِ معَ زِيادةٍ في أحَدِ العِوَضَيْنِ، كَبَيعِ الدِّينارِ الذَّهبِ بِالدِّينارَينِ، والدِّرهمِ الفِضَّةِ بالدِّرْهَمَينِ.
وَفي هذا الحَديثِ يَرْوي فَضالةُ بنُ عُبيدٍ رَضيَ اللهُ عنه أنَّهم كانوا معَ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في غَزوةِ خَيْبرَ سنةَ سَبعٍ منَ الهِجرةِ، وكانوا يُبايِعونَ اليهودَ ويَشْتَرونَ منهمُ الوُقيَّةَ الذَّهَبَ، وهو ما قِيمتُه أربَعونَ دِرهمًا مِنَ الفضَّةِ، «بِالدِّينارَيْنِ والثَّلاثةِ»، والدِّينارُ يُساوي 12 دِرْهمًا، ويَحتمِلُ أنَّ مُرادَه كانوا يَتبايَعونَ الأُوقِيَّةَ مِن ذَهبٍ وخَرَزٍ وغيْرِه بالدِّينارَينِ والثَّلاثةِ، وَمعلومٌ أنَّ أحدًا لا يَبتاعُ هذا القَدْرَ مِن ذَهبٍ خالصٍ بِدينارَينِ أو ثَلاثةٍ، وكان هذا سبَبَ مُبايَعةِ الصَّحابةِ على هذا الوَجهِ حيثُ ظَنُّوا جَوازَه لِاختلاطِ الذَّهبِ بِغيرِه، فَنهاهُم صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عن بَيعِ الذَّهبِ بالذَّهبِ، «إلَّا وَزْنًا بِوزْنٍ»، أي: يكونُ كلٌّ منهما مُساويًا للآخَرِ في الوَزنِ ودُونَ زِيادةٍ أو تَفاضُلٍ.
وفي الحَديثِ: النَّهْيُ عَن رِبَا الفَضْلِ.