باب تحري ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر
بطاقات دعوية
عن عائشة قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يجاور في العشر الأواخر من رمضان، ويقول:
"تحروا (وفي رواية: التمسوا) ليلة القدر في [الوتر؛ من] العشر الأواخر
من رمضان"
ليلةُ القَدْرِ خيرٌ من ألْفِ شَهرٍ؛ فهي ليلةٌ من أشرفِ اللَّيالي، فيها تكونُ الحسناتُ مُضاعَفةً، وتُكفَّرُ فيها السيِّئاتُ، وهي ليلةٌ مُباركةٌ من ليالي رمضانَ؛ وسُمِّيتْ "ليلة القَدرِ"؛ لعَظيمِ قَدْرِها وشرَفِها. وقيلَ: لأنَّ للطاعاتِ فيها قدْرًا. وقيل غيرُ ذلك. ومِن حِكمةِ اللهِ تعالى أنَّه أَخْفاها عنِ الناسِ؛ لكي يجتَهِدوا في الْتِماسِها في الليالي، فيُكثِروا مِن العِبادةِ التي تعودُ عليهمْ بالنَّفعِ.
وفي هذا الحديثِ تقولُ عائِشةُ رضي الله عنها: إنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم، قالَ: "تَحَرَّوْا"، أي: ابْذُلوا جُهدَكم وحِرصَكم في طلَبِ ليلةِ القدرِ، وهِي في الوَتْرِ، أي: في الليالي الوَتْريَّةِ، وهيَ: الحادِيةُ والعِشرونَ، والثالثةُ والعِشرونَ، والخامِسةُ والعِشرونَ، والسَّابعةُ والعِشرونَ، والتاسعة والعِشرونَ مِنَ العَشرِ الأَواخِرِ من رَمضانَ، وهيَ آخِرُ عَشَر ليالٍ مِن رمضانَ دُونَ أن تُحدَّدَ ليلةٌ بعَينِها.
وفي الحديثِ: الحثُّ على تَحرِّي ليلةِ القَدْرِ واغتنامِها بالأعمالِ الصَّالحةِ؛ لِمَا فيها مِن زِيادةِ الفَضلِ والأَجرِ.