باب خروج الدجال

باب خروج الدجال

 حدثنا هدبة بن خالد حدثنا همام بن يحيى عن قتادة عن عبد الرحمن بن آدم عن أبى هريرة أن النبى -صلى الله عليه وسلم- قال « ليس بينى وبينه نبى - يعنى عيسى - وإنه نازل فإذا رأيتموه فاعرفوه رجل مربوع إلى الحمرة والبياض بين ممصرتين كأن رأسه يقطر وإن لم يصبه بلل فيقاتل الناس على الإسلام فيدق الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية ويهلك الله فى زمانه الملل كلها إلا الإسلام ويهلك المسيح الدجال فيمكث فى الأرض أربعين سنة ثم يتوفى فيصلى عليه المسلمون ».

في هذا الحديث يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "ليس بيني وبينه نبي- يعنى عيسى- وإنه نازل"، أي: ينزل من السماء إلى الأرض، "فإذا رأيتموه فاعرفوه"، أي: فاعرفوه فإن من أوصافه أنه: "رجل مربوع" ليس بالطويل ولا القصير، "إلى الحمرة والبياض"، أي: إن لونه يميل إلى الحمرة والبياض، "بين ممصرتين"، أي: يكون عليه ثوبان لونهما مائل للصفرة، "كأن رأسه يقطر، وإن لم يصبه بلل"، وهذا كناية عن نضارته ونظافته
"فيقاتل الناس على الإسلام"، أي: لا يقبل منهم إلا الإسلام، "فيدق الصليب"، أي: يكسره، "ويقتل الخنزير، ويضع الجزية"، أي: إن الإسلام هو الشرط الوحيد على من يقاتله فلا يقبل منهم جزية، "ويهلك الله في زمانه الملل كلها إلا الإسلام"، أي: لن يبقي الله عز وجل للكفر شوكة، فتكون الولاية والقدرة لأهل الإسلام، وليس المراد هلاك أبدان أهل الكفر، ولكن المراد أن الغلبة والعزة تكون للإسلام؛ فالكفار سيكونون موجودين؛ ولهذا من آمن عند طلوع الشمس من مغربها لن ينفعه إيمانه، والساعة ستقوم على شرار الخلق؛ فالمعنى: أن الغلبة والعزة والقوة ستكون للإسلام وأهله، وأما الملل الأخرى وأهلها فمقهورون مغلوبون، لا قدرة لهم ولا سلطان، "ويهلك المسيح الدجال"، أي: يميت الله عز وجل المسيح الدجال في عهد عيسى عليه السلام، وفي الروايات أن عيسى عليه السلام هو الذي سيقتله
قال صلى الله عليه وسلم: "فيمكث"، أي: سيظل ويبقى "في الأرض أربعين سنة، ثم يتوفى فيصلي عليه المسلمون"، أي: يصلون عليه بما شرعه الله من الصلاة على الميت في الإسلام