باب دخول مكة
حدثنا عثمان بن أبى شيبة حدثنا أبو أسامة عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر أن النبى -صلى الله عليه وسلم- كان يخرج من طريق الشجرة ويدخل من طريق المعرس.
كان النبي صلى الله عليه وسلم له عادات في سفره؛ فكان ينتظر في أول السفر في مكان قريب من المدينة؛ ليتجمع المسافرون معه، وعند الرجوع ينتظر في مكان قريب من المدينة، ولا يدخلها إلا في الصباح، وكان يصلي في كل مكان ينزل فيه
وفي هذا الحديث يروي عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يخرج من المدينة إلى العمرة أو الحج من طريق الشجرة التي عند مسجد ذي الحليفة، ويدخل من طريق المعرس، وهو بطحاء ذي الحليفة، وسمي المعرس؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا رجع إلى المدينة نزل فيه آخر الليل، فسمي معرسا من التعريس، وهو النزول آخر الليل، وكان صلى الله عليه وسلم ينزل فيه ويصلي فيه، ويبيت فيه. ويقع أسفل من مسجد ذي الحليفة. وذو الحليفة: قرية بينها وبين المدينة ستة أميال أو سبعة (10 كم)، وهي ميقات أهل المدينة ومن مر بها
ثم يخبر عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أنه صلى الله عليه وسلم كان إذا خرج مسافرا إلى مكة -لحج أو عمرة- يصلي في مسجد الشجرة بذي الحليفة، وإذا رجع من سفره نزل آخر الليل في وسط وادي ذي الحليفة، وصلى فيه، وبات فيه إلى الصباح، ثم يتوجه إلى المدينة؛ لئلا يفجأ الناس أهاليهم ليلا.
وقد روى البخاري عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عدة أحاديث تحدد الأماكن التي صلى فيها النبي صلى الله عليه وسلم في أسفاره. وقيل: إن هذه الأماكن والمساجد لا يعرف اليوم منها غير مسجد ذي الحليفة، والمساجد التي بالروحاء