باب دلك اليد بالأرض بعد الاستنجاء 2
سنن النسائي
أخبرنا أحمد بن الصباح قال حدثنا شعيب يعني بن حرب قال حدثنا أبان بن عبد الله البجلي قال حدثنا إبراهيم بن جرير عن أبيه قال : كنت مع النبي صلى الله عليه و سلم فأتى الخلاء فقضى الحاجة ثم قال يا جرير هات طهورا فأتيته بالماء فاستنجى بالماء وقال بيده فدلك بها الأرض قال أبو عبد الرحمن هذا أشبه بالصواب من حديث شريك والله سبحانه وتعالى أعلم
قال الشيخ الألباني : حسن
كان الصَّحابةُ رضِيَ اللهُ عنهم يَتحرَّونَ أفعالَ رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وأحوالَه ويَضبِطونَها، كما كانوا يَحفَظونَ أقوالَه وهدْيَه؛ ليَستنَّوْا بها، ويُعلِّموا مَن بَعدَهم، ومن ذلك أنَّهم نقَلوا كيفيَّةَ قضاءِ الحاجةِ
وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ جريرُ بنُ عبدِ اللهِ رضِيَ اللهُ عنه: "كنتُ مع النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فأتى الخلاءَ"، أي: ذهَبَ لمكانِ قضاءِ الحاجةِ من البولِ ونحوِه، "فقَضى الحاجةَ"، والمُرادُ بالحاجةِ: الغائطُ أو البولُ، "ثمَّ قال"، أي: النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "يا جريرُ، هاتِ طَهورًا" وهو اسمٌ لِمَا يُتطهَّرُ به؛ من الماءِ أو الأحجارِ، قال جريرٌ رضِيَ اللهُ عنه: "فأتيتُه بالماءِ، فاسْتَنجى بالماءِ"، أي: غسَلَ موضعَ قضاءِ الحاجةِ بالماءِ، "وقال بيَدِه"، أي: تهيَّأَ واستعَدَّ ليضرِبَ بيدِه الأرضَ، "فدلَكَ بها الأرضَ"، أي: ففرَكَها في تُرابِ الأرضِ؛ مُبالغةً في التَّنظيفِ، وليُزيلَ ما لعلَّه يَبْقى من الرَّائحةِ
وفي الحديثِ: الابتعادُ عن النَّاسِ عند قَضاءِ الحاجةِ
وفيه: الحثُّ على الطَّهارةِ والنَّظافةِ من آثارِ قضاءِ الحاجةِ