باب ذكر الشفاعة6
سنن ابن ماجه
حدثنا إسماعيل بن عبد الله الرقي، حدثنا عبيد الله بن عمرو، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن الطفيل بن أبي بن كعب
عن أبيه، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا كان يوم القيامة، كنت إمام النبيين وخطيبهم وصاحب شفاعتهم، غير فخر" (1)
فضَّل اللهُ سُبحانَه وتعالى النَّبيَّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم بفَضائِلَ كثيرةٍ لم تُعطَ لنبيٍّ قبلَه؛ ومن تِلك الفَضائِلِ ما يُخبرُ به النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم في هذا الحديثِ، حيثُ يقولُ: "إذا كان يَومُ القيامةِ كنتُ إمامَ النَّبيِّين"، أي: قائِدَهم "وخَطيبَهم، وصاحِبَ شَفاعتِهم"، أي: عِندَما يَعتذِرُ الأنبياءُ للنَّاسِ مِن طلَبِ الشَّفاعةِ يومَ القيامةِ، ويُحيلوا النَّاسَ إلى النَّبيِّ محمَّدٍ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم، فيَشفَعُ لهم، "غيرَ فخرٍ"، أي: لا أقولُ هذا لأفتَخِرَ، بل هو نعمةٌ أعطاها اللهُ عزَّ وجلَّ لي، وفي هذا: إرشادُ مَن يتَحدَّثُ بنِعمةٍ أن يُنبِّهَ مَن سَمِعه بعدَمِ فخرِه أو كِبْرِه بذلك؛ حتَّى لا يُساءَ به الظَّنُّ أو يُتَّهَمَ بذلك. وقيل: معنى"غير فخر" لا فَخرَ أعظمَ مِن هذا.