باب رد السلام بعد الوضوء
سنن النسائي
أخبرنا محمد بن بشار قال حدثنا معاذ بن معاذ قال أنبأنا سعيد عن قتادة عن الحسن عن حضين أبي ساسان عن المهاجر بن قنفذ : أنه سلم على النبي صلى الله عليه و سلم وهو يبول فلم يرد عليه حتى توضأ فلما توضأ رد عليه
قال الشيخ الألباني : صحيح
لَمَّا كان رَدُّ السَّلامِ فيه ذِكرٌ لله تَعالَى، وَجَب أن يُنَزَّهَ هذا الذِّكرُ في حالِ قَضاءِ الحاجةِ؛
ولذلك يَروي عبدُ اللهِ بنُ عُمَرَ رَضيَ اللهُ عنهما أنَّه لَمَّا مرَّ رجُلٌ على النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وكانَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حينئذٍ يَبُولُ، فألقَى الرَّجلُ السَّلامَ؛ لم يَرُدَّ عليه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؛ وكأنَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كَرِهَ ذِكرَ اللهِ على تلك الحَالِ منِ انكِشافِ العَورةِ والحَدثِ، وعَدمِ الطَّهارةِ.
وروى أبو داودَ عنِ المُهاجِرِ بنُ قُنفُذٍ: «أنَّهُ أتى النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ وَهوَ يَبولُ، فسلَّمَ عليهِ، فلمْ يَرُدَّ عليه حتَّى تَوضَّأَ، ثُمَّ اعتذرَ إليه فقالَ: إنِّي كَرِهتُ أنْ أذْكُرَ اللَّهَ عزَّ وجلَّ إلَّا علَى طُهْرٍ أو قالَ علَى طَهارةٍ».
وهذا دَليلٌ على أنَّ السَّلامَ الذي يُحيِّي به النَّاسُ بعضُهم بَعضًا اسمٌ مِن أسمائه تَعالَى.
وفي الحديثِ: الحَثُّ على المُحافَظةِ على الطَّهارةِ عِندَ ذِكرِ اللهِ؛ لِما فيه مِنَ الفَضلِ.
وفيه: تَنزيهُ اللهِ تَعالَى عن أن يُذكَرَ عَلى حالٍ وهَيئةٍ غَير حَسنةٍ، كحالِ التَّبوُّلِ ونحوِه.