باب رمي الجمار أيام التشريق1
سنن ابن ماجه
حدثنا حرملة بن يحيى المصري، حدثنا عبد الله بن وهب، حدثنا ابن جريج، عن أبي الزبير
عن جابر، قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رمى جمرة العقبة ضحى، وأما بعد ذلك فبعد زوال الشمس (1)
الحجُّ أحدُ أركانِ الإسْلامِ الخَمسةِ، وقد بيَّنَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ كيفيَّةَ أداءِ الحجِّ بقولِه وفِعلِه، وأمَرَ بأخْذِ المَناسِكِ عنه؛ فعَلى المسلِمِ أنْ يَقتديَ بالنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.
وفي هذا الحَديثِ يُخبِرُ جابرُ بنُ عبدِ اللهِ رَضيَ اللهُ عنهُما أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ رَمَى الجَمرةَ -وهيَ جَمرةُ العَقبةِ- يومَ النَّحرِ، وهو العاشرُ من ذي الحِجَّةِ، وهوَ الموافِقُ ليومِ عيدِ الأضْحى، وسُمِّيَ بذلك لِما يَجري فيه مِن نَحْرِ الهدْيِ والأضاحيِّ، «ضُحًى»، أي: وقتَ الضَّحْوةِ، وهو من بعدِ طُلوعِ الشَّمسِ إلى الزَّوالِ، وأمَّا جَمَراتُ أَيَّامِ التَّشريقِ (الحاديَ عشَرَ، والثانيَ عشَرَ، والثالثَ عشَرَ من ذي الحِجَّةِ) فقدْ رَمَاها النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بعدَ زوالِ الشَّمسِ مِن كَبِدِ السَّماءِ، وبِدايةُ الزَّوالِ مِنَ الظُّهرِ.
والجَمَراتُ الَّتي تُرمَى ثلاثةٌ، هي: الجَمْرةُ الأُولى: وتُسَمَّى الصُّغْرى، أوِ الدُّنْيا، وهي أوَّلُ جَمْرةٍ بعدَ مسجدِ الخَيْفِ بمِنًى، سُمِّيَتْ »دُنْيا» مِنَ الدُّنُوِّ؛ لأنَّها أقرَبُ الجَمَراتِ إلى مسجِدِ الخَيْفِ. والجَمْرةُ الثَّانيةُ: وتُسَمَّى الوُسْطى، بعدَ الجَمْرةِ الأُولى، وقبلَ جَمْرةِ العَقَبةِ. وجَمْرةُ العَقَبةِ: وتُسمَّى أيضًا (الجَمْرةَ الكُبرى)، وتقَعُ في آخِرِ مِنًى تجاهَ مكَّةَ، وليستْ من مِنًى.