باب فضل ما بين القبر والمنبر
بطاقات دعوية
عن عبدِ الله بن زَيد المازِنيِّ رضي الله عنه أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قالَ:
"ما بيْنَ بيْتي ومِنبَري روْضةٌ من رِياضِ الجنّةِ".
أعْطى اللهُ سُبْحانَهُ وتعالَى نبيَّهُ مُحمَّدًا صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مُميِّزاتٍ كَثيرةً، وتفضَّلَ عليه بأفْضالٍ عَظيمةٍ في الدُّنيا والآخِرةِ، وهذا الحَديثُ يُوضِّحُ جانِبًا من ذلِكَ؛ حيث يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "إنَّ مِنبَري على حَوضي"، والمُرادُ: يُنقَلُ يَومَ القيامةِ، فيُنصَبُ على الحَوضِ، وقيلَ: المُرادُ به المِنبَرُ بعَينِهِ الَّذي قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عليه هذه المقالةَ، وهو واقِفٌ فوقَهُ، وقيلَ: المُرادُ المِنبَرُ الَّذي يُوضَعُ له يومَ القِيامةِ، وقيلَ: مَعناهُ: أنَّ قَصْدَ مِنبَرِهِ والحُضورِ عِندَه لمُلازَمةِ الأعْمالِ الصَّالحةِ يُورِدُ صاحِبَهُ إلى الحَوضِ، ويَقتَضي شُربَه منه. "وإنَّ ما بيْنَ مِنبَري وبَيْتي لَرَوضةٌ من رِياضِ الجَنَّةِ"، فالبُقعةُ الَّتي تَقَعُ بيْنَ بيتِهِ ومِنبَرِهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لها شَرَفٌ عَظيمٌ؛ فإنَّ ذلِكَ المَوضِعَ بعَينِهِ رَوْضةٌ مِن رياضِ الجنَّةِ حَقيقةً، بمَعْنى أنَّه قِطْعةٌ منها؛ كالحَجَرِ الأسوَدِ، والنِّيلِ، والفُراتِ، فتُنقَلُ إليها يَومَ القيامةِ، ويُؤيِّدُ هذا المَعْنى قَولُهُ: (مِنبَري على حَوْضي)، أي: ويَقَعُ مِنبَرُهُ الشَّريفُ على مَوضِعِ حَوضِهِ المَوْرودِ الَّذي يُكرِمُهُ اللهُ به يَومَ القيامةِ، والثَّاني: أنَّ العِبادةَ فيه تُؤدِّي إلى الجنَّةِ؛ ولذلِكَ سُمِّيَت أماكنُ الذِّكْرِ: رَوْضةً، "وصَلاةٌ في مَسجِدي كألْفِ صَلاةٍ فيما سِواهُ من المَساجِدِ، إلَّا المسجِدَ الحَرامَ: والمَعْنى أنَّ الصَّلاةَ الواحِدةَ في المَسجِدِ النَّبويِّ أفضَلُ في أجْرِها وثَوابِها من ألْفِ صَلاةٍ في أيِّ مَسجِدٍ آخَرَ إلَّا المَسجِدَ الحَرامَ، فإنَّ صَلاةً في المَسجِدِ الحَرامِ أفضَلُ من مِئةِ ألْفِ صَلاةٍ فيما سِواهُ.
في الحَديثِ: فَضلُ الرَّوضةِ المُشرَّفةِ على سِواها مِن بِقاعِ الأرضِ.
وفيه: بَيانُ فَضلِ المَسجِدِ النَّبويِّ، وفَضلِ الصَّلاةِ فيه .