باب فضيلة الإمام العادل وعقوبة الجائر والحث على الرفق بالرعية والنهي عن إدخال المشقة عليهم
بطاقات دعوية
حديث معقل بن يسار عن الحسن، أن عبيد الله بن زياد عاد معقل بن يسار في مرضه الذي مات فيه، فقال له معقل: إني محدثك حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم، سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ما من عبد استرعاه الله رعية فلم يحطها بنصيحة إلا لم يجد رائحة الجنة
تولي أمر الناس والتأمر عليهم فيه تكليف بالقيام بمصالحهم ورعايتها بحسب ما أوضحه الشرع المطهر، والإمارة ليست ترفعا وتجبرا على الناس كما يفعل كثير من الأمراء الذين ينسون حقوق الناس، وتصبح الإمارة في نظرهم مغنما لهم ومرتعا، فهؤلاء ستكون الإمارة عليهم وبالا وخزيا يوم القيامة
وفي هذا الحديث يخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن كل أحد جعله الله تعالى راعيا ومسؤولا على رعية مهما قلت، ويشمل ذلك الأمير ولو على ثلاثة نفر، ويشمل كذلك الرجل في بيته والمرأة في بيتها، فقصر في حق رعيته، ولم يرعها وينصح لها، فضيع حقوقها الدينية والدنيوية؛ فعقوبته عند الله شديدة، وهي: ألا يشم رائحة الجنة التي تشم من مسافة سبعين سنة، كما عند أحمد، وفي رواية عنده: مائة عام، وهذا يدل على بعده عنها وعدم دخوله إياها، وإن كان من أهل التوحيد فيدخلها بأحد أسباب دخولها: كالتطهير بالعذاب، أو المغفرة، أو غلبة الحسنات
وفي الحديث: بيان سوء عاقبة من تولى أمور الناس ولم يقم بحقوقهم