باب فى إيكاء الآنية
حدثنا عثمان بن أبى شيبة حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن أبى صالح عن جابر قال كنا مع النبى -صلى الله عليه وسلم- فاستسقى فقال رجل من القوم ألا نسقيك نبيذا قال « بلى ». قال فخرج الرجل يشتد فجاء بقدح فيه نبيذ فقال النبى -صلى الله عليه وسلم- « ألا خمرته ولو أن تعرض عليه عودا ». قال أبو داود قال الأصمعى تعرضه عليه.
هذا الحديث فيه الأمر بسنة مهمة، وهي تغطية الآنية؛ فيروي جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم حينما أتاه أبو حميد رضي الله عنه بقدح -وهو الوعاء- من لبن، وجاء به من النقيع، وهو: مكان بوادي العقيق؛ قال له النبي صلى الله عليه وسلم: «ألا خمرته، ولو أن تعرض عليه عودا»، فحضه النبي صلى الله عليه وسلم على تغطية الإناء، ولو بأن يضع عليه عودا بالعرض، وهذا إذا لم يجد ما يغطيه به، كما بين ذلك في حديث آخر عند مسلم، والأمر بتغطية الآنية شرع لعلل، وردت في أحاديث عند مسلم؛ منها: حمايته من الوباء، وصيانته من الشيطان أيضا؛ فإن الشيطان لا يكشف غطاء، وصيانته من النجاسة والقاذورات، والحشرات والهوام