باب فى الإذن فى القفول بعد النهى
حدثنا أحمد بن محمد بن ثابت المروزى حدثنى على بن حسين عن أبيه عن يزيد النحوى عن عكرمة عن ابن عباس قال (لا يستأذنك الذين يؤمنون بالله واليوم الآخر) الآية نسختها التى فى النور (إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله) إلى قوله (غفور رحيم ).
في هذا الحديث يخبر عبد الله بن عباس رضي الله عنهما عن بعض الآيات التي نسخت، فيخبر أن آية: {لا يستأذنك الذين يؤمنون بالله واليوم الآخر أن يجاهدوا بأموالهم وأنفسهم والله عليم بالمتقين} [التوبة: 44]، أي: لا يستأذن الذين آمنوا بالله وصدق إيمانهم بالله واليوم الآخر النبي صلى الله عليه وسلم في خروجهم إلى الغزو، أو أن يبذلوا أموالهم فيه، والمراد أن المؤمنين لم يكن لهم أن يتخلفوا عن الجهاد باستئذان أو غيره؛ لأن هذا من فعل المنافقين، قال ابن عباس: "نسختها"، أي: رفعت حكمها وغيرت العمل بها، فيصير العمل على آخر الآيات نزولا، "التي في النور"، أي: الآية التي في سورة النور، وهي قوله تعالى: {إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله وإذا كانوا معه على أمر جامع لم يذهبوا حتى يستأذنوه إن الذين يستأذنونك أولئك الذين يؤمنون بالله ورسوله فإذا استأذنوك لبعض شأنهم فأذن لمن شئت منهم واستغفر لهم الله إن الله غفور رحيم} [النور: 62]، أي: فرخص الله عز وجل لهم في تلك الآية في الاستئذان
وفي الحديث: إثبات النسخ في القرآن، والعمل بآخر الآيات نزولا إذا تعارض آيتان في الحكم