باب فى الاستعاذة
حدثنا ابن عوف حدثنا عبد الغفار بن داود حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن عن موسى بن عقبة عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر قال كان من دعاء رسول الله -صلى الله عليه وسلم- « اللهم إنى أعوذ بك من زوال نعمتك وتحويل عافيتك وفجاءة نقمتك وجميع سخطك ».
من لطف الله سبحانه وتعالى بالعبد أن وفقه للعبادة وحسن الدعاء، وجعل على ذلك الأجر الكبير
وفي هذا الحديث يروي عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أنه كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم الاستعاذة من ذهاب نعمه سبحانه وتعالى الدينية والدنيوية النافعة في الأمور الأخروية، والاستعاذة من زوال النعم تتضمن الحفظ عن الوقوع في المعاصي؛ لأنها تزيلها
ثم عطف على الاستعاذة الأولى الاستعاذة من تحول العافية، أي: وأعوذ بك من تبدل ما رزقتني من العافية إلى البلاء. والتحويل تغيير الشيء وانفصاله عن غيره، فكأنه سأل دوام العافية، وهي السلامة من الآلام والأسقام، ثم استعاذ من فجاءة النقمة من بلاء أو مصيبة، فالنقمة إذا جاءت فجأة وبغتة، لم يكن هناك زمان يستدرك فيه، وكان المصاب بها أعظم
وقوله: «وجميع سخطك» أي: ألتجئ وأعتصم بك أن تعيذني من جميع الأسباب الموجبة لغضبك جل شأنك؛ فإن من سخطت عليه فقد خاب وخسر؛ ولهذا أتى النبي صلى الله عليه وسلم بلفظ الجمع؛ فهي استعاذة من جميع أسباب سخطه سبحانه وتعالى من الأقوال والأفعال والأعمال، وهو تعميم شامل لكل ما سلف ولغيره
وفي الحديث: الحرص عن الابتعاد عن مواضع سخط الله سبحانه وتعالى