باب فى التخيير بين الأنبياء عليهم الصلاة والسلام

باب فى التخيير بين الأنبياء عليهم الصلاة والسلام

دثنا محمد بن المتوكل العسقلانى ومخلد بن خالد الشعيرى - المعنى - قالا حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن ابن أبى ذئب عن سعيد بن أبى سعيد عن أبى هريرة قال قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- « ما أدرى أتبع لعين هو أم لا وما أدرى أعزير نبى هو أم لا ».

العلم بالأمور التاريخية الموغلة في القدم ينبغي ألا يؤخذ إلا عن يقين من الأخبار، بما أخبر به نبي عن ربه أو في كتاب منزل محفوظ من التحريف والتبديل. وفي هذا الحديث يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أدري أتبع"، أي: المذكور في قوله تعالى: {أهم خير أم قوم تبع والذين من قبلهم أهلكناهم إنهم كانوا مجرمين} [الدخان: 37]، "لعين هو، أم لا"، أي: مطرودا من رحمة الله ومغضوبا عليه، أو ليس مطرودا؛ قيل: وهذا القول من النبي صلى الله عليه وسلم يرجح أنه كان قبل أن يوحى إليه شيء في أمره؛ لأنه قد ورد عن سهل بن سعد الساعدي وابن عباس رضي الله عنهما قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"لا تسبوا تبعا؛ فإنه كان قد أسلم"، أي: كان على قد أسلم الوجه لله بالتوحيد؛ وتبع قيل: إنه كان من ملوك اليمن في الجاهلية، وكان يعبد النار، فأسلم ودعا قومه- وهم حمير- إلى الإسلام. ... وقال صلى الله عليه وسلم: "وما أدري أعزير نبي هو، أم لا"، أي: لا ينبغي لأحد أن يقطع بنبوته، ولكن قد ورد عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: "قرصت نملة نبيا من الأنبياء، فأمر بقرية النمل، فأحرقت، فأوحى الله إليه: أن قرصتك نملة أحرقت أمة من الأمم تسبح"؛ فقيل: هو عزير، فلعل قول النبي صلى الله عليه وسلم أنه لا يدري؛ هل عزير نبي أم لا؟ كان قبل أن يوحى إليه شيء في أمره أيضا.وعزير هو الذي قال الله في حقه: {أو كالذي مر على قرية وهي خاوية على عروشها قال أنى يحيي هذه الله بعد موتها فأماته الله مئة عام ثم بعثه ... } الآية [البقرة: 259]، وذلك لما مر على بيت المقدس وقد خربها بخت نصر، فقال: {أنى يحيي هذه الله بعد موتها}، فبعثه الله من نومه الذي سلطه الله عليه مئة عام؛ ليعاين إحياء الموتى؛ ليزداد بصيرة

 وفي الحديث: بيان توقف النبي صلى الله عليه وسلم في أمر تبع وعزير

وفيه: التنبيه إلى عدم القول في أي أمر بغير علم