باب فى التخيير بين الأنبياء عليهم الصلاة والسلام

باب فى التخيير بين الأنبياء عليهم الصلاة والسلام

حدثنا أحمد بن صالح حدثنا ابن وهب قال أخبرنى يونس عن ابن شهاب أن أبا سلمة بن عبد الرحمن أخبره أن أبا هريرة قال سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول « أنا أولى الناس بابن مريم الأنبياء أولاد علات وليس بينى وبينه نبى ».

أنبياء الله عز وجل وإن اختلفت شرائعهم، إلا إنهم جميعهم إخوة في الدين، فدين الله واحد، وهو الإسلام
وفي هذا الحديث يخبر صلى الله عليه وسلم أنه أولى الناس بنبي الله عيسى ابن مريم عليه السلام، يعني: أخص الناس به وأقربهم إليه؛ وذلك لأن عيسى عليه السلام بشر بنبوة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، كما أخبر الله تعالى في كتابه العزيز: {ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد} [الصف: 6]، فلم يكن بينهما نبي من الأنبياء، وبين صلى الله عليه وسلم أن الأنبياء مثل أولاد علات، وهم الإخوة لأب واحد من أمهات مختلفة، والمعنى: أنهم متفقون فيما يتعلق بالاعتقاديات المسماة بأصول الديانات، كالتوحيد، والإيمان، مختلفون فيما يتعلق بالعمليات، وهي الفقهيات، كما أن أولاد العلات أبوهم واحد وإن كانت أمهاتهم شتى
وفي الحديث: أنه لم يبعث نبي فيما بين نبي الله عيسى عليه السلام ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم