باب فى الجهمية
حدثنا على بن نصر ومحمد بن يونس النسائى - المعنى - قالا حدثنا عبد الله بن يزيد المقرئ حدثنا حرملة - يعنى ابن عمران - حدثنى أبو يونس سليم بن جبير مولى أبى هريرة قال سمعت أبا هريرة يقرأ هذه الآية (إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها) إلى قوله تعالى (سميعا بصيرا) قال رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يضع إبهامه على أذنه والتى تليها على عينه قال أبو هريرة. رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقرؤها ويضع إصبعيه قال ابن يونس قال المقرئ يعنى (إن الله سميع بصير) يعنى أن لله سمعا وبصرا. قال أبو داود وهذا رد على الجهمية.
لله عز وجل أسماء حسنى وصفات علا، ومن الإيمان بالله الإيمان بما وصف الله به نفسه المقدسة في كتابه العزيز، وبما وصفه به رسوله محمد صلى الله عليه وسلم، من غير تحريف ولا تعطيل، ومن غير تكييف ولا تمثيل
وفي هذا الحديث يخبر أبو يونس سليم بن جبير مولى أبي هريرة، قال: سمعت أبا هريرة يقرأ هذه الآية: {إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها} [النساء: 58]، أي: أوصلوا الودائع وما عندكم من حقوق الناس إلى مستحقيها وأهلها، ويدخل في ذلك كل الحقوق كالديون والشيء المستعار، وغير ذلك. إلى قوله تعالى: {سميعا بصيرا} [النساء: 58]، قال: "رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يضع إبهامه على أذنه والتي تليها"، أي: السبابة، "على عينه، قال أبو هريرة: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرؤها ويضع إصبعيه"، أي: إن أبا هريرة رضي الله عنه يفعل ذلك عند قراءته لتلك الآية ويخبر أنه أخذ ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال ابن يونس وهو محمد بن يونس النسائي من رواة الحديث: قال المقرئ وهو عبد الله بن يزيد شارحا لمراد النبي صلى الله عليه وسلم بفعلته تلك: يعني: إن الله سميع بصير، يعني أن لله سمعا وبصرا،
أي: يثبت لله صفة السمع والبصر، والسميع من له سمع، يدرك به المسموعات، والبصير من له بصر يدرك به المرئيات، وكل منهما في حق الباري سبحانه وتعالى صفة قائمة بذاته، ويجب الإيمان بها على أنها صفات حقيقية ولكنها لا تشبه صفات المخلوقين، فلا تمثل ولا تعطل ولا تجحد ولا تؤول بتأويل يخالف ظاهرها
وأراد بهذه الإشارة بإصبعيه إلى الأذن والعين تحقيق إثبات السمع والبصر لله ببيان محلهما من الإنسان؛ ولم يرد تشبيه الخالق بالمخلوق؛ فإن الله تعالى منزه عن مشابهة المخلوقين